أخبار العالمأوروبابحوث ودراسات

هل يحقق التفكير الأمني ​​الروسي تهديد استراتيجي ضد دول الناتو

تقديم:

عززت روسيا من وجودها العسكري في بحر البلطيق الذي  يحده تسع دول  وهي الدنمارك والسويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وألمانيا وبولندا، من خلال المناورات العسكرية واستخدام أساطيل بحرية متطورة، والغواصات النووية، والزوارق الحربية الصغيرة التي تتمتع بالقدرة على تنفيذ هجمات سريعة.

فمقابل استمرارية الناتو في تعزيز حضوره العسكري في بحر البلطيق عبر نشر الأساطيل أو تكثيف مناوراته  المشتركة مع الدول الحلفاء، وتعزيز الدفاع السيبرني كألية للردع في المنطقة ضد أي تصعيد روسي.

فأن هذه الكابلات البحرية للاتصالات والإنترنت اصبحت هدفا روسيا بإمتياز باعتبارها نقطة ضغط ضد أمن الدول الأوروبية والناتو.

والخطورة الكامنة هي توقع تنامي الأنشطة العسكرية الروسية، وتكثيف الناتو والدول الأعضاء داخله في مراقبة بحر البلطيق جويا وبحريا، بما سيؤدي مباشرة الى  مواجهات بين الطائرات الحربية الروسية والطائرات العسكرية للناتو، مما يضاعف المخاوف من تصعيد مستقبلي.

  أولا – بحر البلطيق منطقة تصعيد مستقبلية

أصبحت منطقة بحر البلطيق بؤرة توتر متزايدة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ، حيث تشهد منطقة بحر البلطيق هجمات هجينة متعددة تتعلق بتخريب كابلات الطاقة والاتصالات.

اليوم ،هناك ما لا يقل عن 10 كابلات بحرية تربط الدنمارك والسويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وألمانيا وبولندا ببقية أوروبا. حيث أن بحر البلطيق أسهل مكان يمكن لروسيا مهاجمته لأنه يمكن الوصول إليه مباشرة من خلال الموانئ في سانت بطرسبرغ وجيب كالينينجراد شرق بولندا.

ووفق التقارير المتابعة تظل دول البلطيق “إستونيا ولاتفيا وليتوانيا” جزءا من ما يسمى بحلقة الكهرباء “BRELL” مع روسيا وبيلاروسيا لبضعة أشهر أخرى قبل فصلها في فيفري2025.

كما بات “أسطول الظل الروسي” يشكل تحدياً متزايداً للناتو في بحر البلطيق حيث يشير هذا المصطلح إلى مجموعة من السفن التجارية ومنها ناقلات النفط، التي تستخدمها روسيا لتجاوز العقوبات الغربية المفروضة عليها خاصة في قطاع الطاقة تلعب دوراً أكبر في عمليات استخباراتية تهدد البنية التحتية الأوروبية والتجسس على الناتو.

ثانيا -إنشاء منطقة عازلة في أوروبا

يعتقد مسؤولون غربيون أن جهود روسيا لمراقبة وبناء القدرة التقنية للوصول إلى هذه البنية التحتية الضخمة تحت الماء آخذة في التوسع وتنتشر حالياً بين عدد من الفروع المختلفة للأجهزة العسكرية والأمنية في البلاد، بما في ذلك البحرية الروسية والمديرية الرئيسية لأبحاث أعماق البحار (GUGI).

يعكس التفكير الأمني ​​الروسي رغبة في تحقيق عمق استراتيجي ورغبة في إنشاء منطقة عازلة واحدة في أوروبا، من القطب الشمالي إلى بحر البلطيق والبحر الأسود، عبر البحر الأبيض المتوسط. وتساعد تقييمات التهديدات المحددة التي قدمها حلف شمال الأطلسي على فهم سبب خطورة التفكير الأمني الروسي. وبحسب تقديرات حلف شمال الأطلسي، فإن الضربات الصاروخية الروسية الهجوم الرئيسي لروسيا سيكون في دول البلطيق.

خلاصة 

يتفق  أغلب الخبراء المختصون  في مجال الأنظمة الأمنية الجيولوجية أن بحر البلطيق يعاني من “ضعف الرؤية” بسبب “طبقات المياه” المختلفة، مما يجعل من الصعب رؤية ما يحدث، لكن بعض الطائرات بدون طيار تتغلب على هذا باستخدام أجهزة السونار. حتى مع وجود نظام قوي في مكانه، فما زال من الصعب على حلف شمال الأطلسي أو دول البلطيق التمييز بين الضربة العرضية للكابلات تحت الماء والتخريب المتعمد وروسيا تمتلك هذا النوع من الطائرات بدون طيار لذلك فهي قادرة على اختراق قواعد الكابلات تحت البحار والمحيطات

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق