هل تعصف رياح التغيير في المنطقة بسفينة”الإخوان” في ليبيا؟
طرابلس-ليبيا-28-9-2021
اعتبر سياسيون ليبيون أن الهزيمة القاسية التي لحقت بحزب “العدالة والتنمية”، الذراع السياسية لـ”إخوان” المغرب في الانتخابات التشريعية ، ومن قبلها تراجع حركة “النهضة” عن مواقع اتخاذ القرار في تونس، يؤثران سلباً على دور التنظيم في ليبيا، ما قد يدفعه إلى الدخول في تحالفات، محذرين من أن “كل الخيارات ستكون مفتوحة أمام الجماعة”.
وقالت عضو مجلس النواب الليبي، رئيسة تكتل “الوحدة الوطنية” النيابي، فاطمة بوسعدة، إن تراجع التيارات السياسية الممثلة لتنظيم “الإخوان” في تونس و بالمغرب عن مواقع اتخاذ القرارات هناك، سيؤدي إلى تراجع الدعم الإقليمي للجماعة في ليبيا، مشيرة إلى أن “الإخوان” والمتحالفين معهم، وكذلك تنظيمهم الدولي يستميت من أجل تعويض خسارة التنظيم في تلك الدول للحصول على النصيب الأكبر من كعكة السلطة الليبية، وبالتالي “ليس مستبعداً أن يوظفوا كل أدواتهم، بداية من الدفع ببعض الوجوه الأقل حدة داخل تنظيمهم لخوض الانتخابات المقبلة”.
كما تحدثت بوسعدة عن لجوء التنظيم إلى التهدئة مع الأطراف الليبية المختلفة، في حال توقف الدعم المقدم إليه من تركيا.
ويختلف عضو “المؤتمر الوطني” السابق، عبد المنعم اليسير، مع الطرح السابق، معتبراً أن التصعيد “سيكون الخيار الرئيسي لإخوان ليبيا، وتنظميهم الدولي، لكونها معقلهم الأخير بمنطقة شمال إفريقيا”.
وقال اليسير لـ”الشرق الأوسط”: “هناك تنظيم دولي يسعى إلى زعزعة استقرار دول المنطقة، بهدف إقامة دولة الخلافة وفق مفهومهم، وهو هدف استراتيجي لن يتنازل التنظيم عنه”، مبرزاً أن أعضاء التنظيم “الموجودين في كل مفاصل الدولة الليبية يسعون إلى استغلال الوضع الفوضوي الراهن، ويتحركون بحرية كبيرة لتنفيذ أجندته، وبالتالي أي تغيير نحو الاستقرار عبر انتخاب رئيس وبرلمان جديدين، وإعادة سيادة وهيبة الدولة، وقدرتها على فرض القانون، وإنهاء الاختلاسات المالية وضبط المنافذ والحدود، يشكل تهديداً خطيراً عليهم جميعاً”.
من جهته،تحدث الباحث الليبي رئيس مؤسسة “سليفيوم” للأبحاث والدراسات، جمال شلوف، عن تاريخ تجارب “الإخوان” في الحكم والسلطة بالمنطقة، مبرزاً كيف كانت التهدئة خياراً مستبعداً لهم، مقارنة باللجوء للصدام المسلح المباشر بين عناصرهم والمجتمعات الرافضة لهم، إلى جانب عقد تحالفات مع الجماعات التفكيرية لمناصرتهم في هذا الصدام، وذلك عبر استهداف الأجهزة الأمنية بتلك المجتمعات.
وأشار شلوف إلى الدعوات التي أطلقتها قيادات منتمية ومقربة من تنظيم “الإخوان” في ليبيا، على غرار رئيس ما يسمى” المجلس الأعلى للدولة” خالد المشري، وعضو ملتقى الحوار السياسي، عبد الرزاق العرادي، والتي “روجوا فيها لمشروعية الانقلاب على نتائج الانتخابات المقبلة”.
وذكّر شلوف بانقلاب”الجماعة” على نتائج انتخابات 2014 بقوة السلاح.
وقال: “قد تكون هناك حلقة جديدة من مسلسل صراع الميليشيات المسلحة بالغرب الليبي، بعضها مع بعض، وقد يحاولون الاحتكاك بالجيش الوطني، وإن كانت تلك الخطوة لن تتم إلا بمباركة تركية”.