هل تعرف من هم ال4 مقاتلات الأشد فتكا في هذا العالم؟
قسم البحوث الإستراتجية الأمنية والعسكرية 23-04-2024
السرعة والتخفي وقوة التسلّح
عند الحديث عن الطائرات العسكرية، يكون للعديد من الخبراء المختصين وجهات نظر مختلفة مزايا وقوة هذه المقاتلات، وفي هذا التقرير إليكم تجميع سريع حول أفضل المقاتلات العسكرية وأكثرها فتكاً على هذا الكوكب، من وجهة نظر مجلة National Interest الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية والاستراتيجية.
المقاتلة الأولى عالميا: سو-33 الروسية
واحدة من أكثر المقاتلات قوة وتفوقاً في روسيا هي المقاتلة Su-33 المتميزة في النقل والهبوط، وهي ثنائية المحرك وتعمل في جميع الأحوال الجوية وعلى متن حاملات الطائرات.
كما أنها مشتقة من المقاتلة الأسطورية Su-27 ذات الطراز السوفيتي القديم، لكن مقاتلة Su-33 تعد أكبر ويمكنها الطيران لمسافات أبعد.
وفي إشارة إلى دور الناقل المقصود للمنصة، يمكن لطائرة Su-33 طي أجنحتها لأعلى للتخزين، على متن حاملة الطائرات الوحيدة في روسيا الأدميرال كوزنتسوف.
ومقارنة السوخوي سو-33 مع سوخوي سو-27 فإنها معززة بعدة هبوط، وهيكل لطي الأجنحة والرافعات الموازنة، لجميع عمليات الإقلاع من متن حاملات الطائرات، بالإضافة إلى أجنحتها الأكبر من طائرات الإقلاع البري لزيادة الرفع، ومزودة بنظام التزود بالوقود جواً.
وفي مقدمة الطائرة، تحتوي الطائرة Su-33 على جنيحات متزاوجة مع امتدادات متطورة، مما يمنح هيكل الطائرة درجة من القدرة على المناورة لا تُشاهَد غالبًا للمقاتلات القائمة على الناقلات. إجمالاً، مساحة الجناح الكبيرة لهيكل الطائرة والعديد من أسطح التحكم ينتج عنها مقاتلة قادرة على كل من سرعات الهبوط المنخفضة والقدرة على المناورة العالية.
وعلى الرغم من الخصائص الرائعة لطائرة Su-33 على الورق، إلا أنها تعد كبيرة الحجم، ووجودها على سطح حاملة طائرات ضيقة يسبب مشاكل كثيرة، وبالتالي، فإن حاملة الطائرات الروسية الوحيدة، الأدميرال كوزنتسوف ستكون غير قادرة على حمل العديد من هذه الطائرات.
ويُعتقد أن هناك حوالي 35 طائرة من طراز Su-33 في الخدمة البحرية الروسية، فيما تجري عملية تحديث الأسطول ومعالجة المشكلات التي تُركت دون حل بسبب قيود التمويل، وهي المحركات ذات الأداء العالي والرادار المحدث، وتحديث أنظمة الاستهداف، التي ستسمح بالاستهداف من مسافات أكبر.
المقاتلة الثانية عالميا: المقاتلة F-22 رابتور الأمريكية
إذا تحدثنا عن السرعة، فإن المقاتلة الوحيدة التي تفوز بذلك بسهولة هي المقاتلة الشبحية التابعة للقوات الجوية الأمريكية F-22 Raptor.
تم تصميم طائرة F-22 -وهي أولى مقاتلات الجيل الخامس من صناعة شركة لوكهيد مارتن- في الأصل لتتغلب على أفضل مقاتلات الاتحاد السوفيتي في القتال الجوي خلال سنوات الحرب الباردة، ومع سقوط حائط برلين اتسع دور المقاتلة التكتيكية المتطورة ليشمل قدرات متعددة المهام مثل مهام الضرب الدقيق للأهداف الأرضية.
ولا يقتصر الأمر على سرعة الطائرة المقاتلة F-22، حيث تبلغ سرعتها القصوى ما يزيد قليلاً عن 2.2 ماخ، ولكنها أيضًاً تتميز بسهولة المناورة، بحيث تتفوق بذلك على مثيلاتها من طائرات الجيل الخامس.
وهي تستخدم تكنولوجيا التخفي، وقد صممت في البداية كمقاتلة تفوق جوي، ولكنها تمتعت بقدرات إضافية تتضمن الهجوم البري، والحرب الإلكترونية.
وعلى الرغم من فترة التطوير الطويلة والمكلفة لهذه الطائرة، فإن الولايات المتحدة تعتبر أن الطائرة F-22 عنصر حاسم لقوة الولايات المتحدة الجوية التكتيكية، وتدعي أن الطائرة لا تضاهيها أي مقاتلة في العالم، في حين أن شركة لوكهيد مارتن تقول إن مزج مكونات الشبحية والسرعة والقدرة على المناورة مع قدرات القتال جو- أرض وجو-جو تجعل من هذه الطائرة الأفضل على الإطلاق في العالم اليوم.
وأدت التكلفة العالية للطائرة، والنقص الواضح في مهمات القتال الجوية بسبب تأخر مقاتلات الجيل الخامس في كل من روسيا والصين، وفرض حظر على صادرات الولايات المتحدة من الطائرة، والتطوير المستمر لخطط أرخص وأكثر تنوعاً، أسفرت في النهاية عن إنتاج الطائرة F-35 التي تعتبر نسخة أقل تكلفة من F-22 ويمكن تصديرها إلى الدول الصديقة، وفي إبريل 2009 تم إنتاج 187 طائرة من F-22 فقط ورفض الكونغرس تمويل أي دفعات شراء جديدة من الطائرة وتوقف الإنتاج عند هذا العدد.
المقاتلة الثالثة عالميا: القاذفة بي-2 سبيرت الأمريكية
وإذا تحدثنا عن إطلاق القنابل والصواريخ، هناك طائرة أمريكية أخرى ستكون الرابح الكبير، ألا وهي القاذفة بي-2 سبيريت، وهي طائرة حربية توجد عند سلاح الجو الأمريكي فقط. وصممت كقاذفة للصواريخ النووية خلال فترة الحرب الباردة.
وتعد أغلى أنواع الطائرات على الإطلاق إذ بلغت تكلفة الطائرة الواحدة من 737 إلى 929 مليون دولار، ولهذا اكتفت الحكومة الأمريكية بواحد وعشرين طائرة من أصل 135 طائرة كان مقرراً لها أن تنتج.
وتتميز هذه الطائرة بدمج كفاءة التصنيع مع التكنولوجيا العالية والحمولة الكبيرة التي تستطيع حملها، كما أنها تتميز بالاعتماد الكبير على تقنية التخفي، مستفيدة من تصميم الجناح الطائر شديد التخفي. ويبلغ عرض الطائرة 52 متراً وطولها 21 متراً في حين يبلغ ارتفاعها 5 أمتار.
بالإضافة إلى تقنية التخفي تحتوي الطائرة على رادار إيجابي (عكس رادار سلبي passiv) من نوع AN/APQ-181 صممته شركة Hughes وهو رادار من نوع Synthetic Aperture Radar أو اختصاراً SAR. كما تحتوي على نظام يتعرف على الرادار أو يكشف وجود الرادار يحمل اسم AN/APR-50 وتحمل أيضاً نظام حرب إلكترونية أو تشويش يسمى ZSR-63.
وتعتبر المواصفات هذه الآلات سرية لهذه الطائرة، إلا أن هناك معلومات مفادها أن نظام APR-50 يعمل في مدى ترددات بين 500 ميجاهرتز و40 جيغاهرتز.
وقد اضطر المهندسون إلى جعل مدخل الهواء إلى المحركات في صورة S للحفاظ على خاصية التخفي للطائرة، بالإضافة إلى التخلي عن نظام الـ afterburner مما جعل الطائرة تحتاج إلى نظام ميكانيكي خاص عند الإقلاع والهبوط لتوفير كمية الهواء الأمثل للمحرك للاحتراق.
كما أن جميع الأسلحة موجودة في جسم الطائرة، حيث إن حملها خارجه تكبّر المقطع العرضي الراداري.
ومما يجدر ذكره أن القاذفة “بي 2” قادرة على حمل كل شيء، من قنابل الجاذبية النووية B61 إلى ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) حتى “قنابل الاختراق الهائل” (MOP) الضخمة التي تصل أوزانها إلى 30 ألف رطل.
المقاتلة الرابعة عالميا: القاذفة بي-21 رايدر الأمريكية
تعتبر B-21 Raider قاذفة قنابل ثقيلة، وهي قيد التطوير من قبل شركة “نورثروب غرومان”. كجزء من برنامج قاذفات القنابل طويلة المدى (LRS-) والذي يشترط صنع قاذفة قنابل استراتيجية شبحية بعيدة المدى للقوات الجوية الأمريكية قادرة على حمل أسلحة تقليدية أو نووية حرارية.
وتعتبر قاذفة B-21 Raider التي لم يتم رؤيتها بعد، هي الوريث الشرعي للقاذفة B-2، ومن المعلومات القليلة الثمينة التي يمكن تعلمها عن هيكل الطائرة، فهي مشابهة ظاهرياً أيضاً لـ B-2. كما تحمل أيضاً تصميم جناح طائر، على الرغم من صعوبة التحقق من المزيد من الحقائق الملموسة حول هيكل الطائرة بشكل مستقل.
ومن المحتمل أن تتضمن التطويرات مقطعاً عرضياً للرادار محسّنًا وأصغر، وربما سرعة قصوى أسرع، فضلاً عن سعة حمولة أعلى.
وتعتبر هذه القاذفة بلا خلفية تشبه الخفافيش، وتقوم الطائرة B-21 بتحريك محركاتها بالقرب من جذر الجناح، حيث تشغل نقطة الالتقاء بين الجناح وجسم الطائرة، في حين أن الأزواج المزدوجة من B-2 لمحركات جنرال إلكتريك F118-GE-100 منفصلة بشكل واضح عن جسم الطائرة على الجناح.
وبتكلفة تبلغ 550 مليون دولار أمريكي للطائرة الواحدة، سوف تدخل هذه القاذفة الخدمة القتالية بحلول عام 2025 وستحل محل طائرة بي-1 لانسر وبي-52 ستراتوفورتريس المستخدمة حالياً في القوات الجوية الأمريكية.