هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة تشل بورتسودان وتضرب البنية التحتية الحيوية للمدينة الساحلية

قسم الأخبار الدولية 06/05/2025
تعرضت مدينة بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة السودانية، فجر الثلاثاء، لهجمات جديدة بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت حيوية في الميناء والمطار ومحطة الكهرباء، ما أدى إلى اندلاع حرائق وانقطاع كامل للتيار الكهربائي عن المدينة، وسط حالة من الهلع بين السكان، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وشركة «أمبري» البريطانية المتخصصة في الأمن البحري.
وأكدت «أمبري» أن قوات الدعم السريع نفذت الهجوم الذي طال محطة الحاويات في الميناء، بينما أُفيد أيضاً بأن مستودعاً للوقود جنوب الميناء تعرّض لقصف مباشر بطائرة مسيرة، في ثالث يوم على التوالي من الضربات الجوية بالطائرات من دون طيار ضد المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
وتُعدّ بورتسودان حالياً نقطة ارتكاز رئيسية للسلطة المركزية السودانية بعد فقدان السيطرة على العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. وتضطلع المدينة بأدوار محورية في استقبال المساعدات الدولية، وتشغيل المرافق الحكومية، وإدارة التجارة البحرية، ما يجعل استهدافها تطورًا خطيرًا في مسار النزاع.
وقالت «الشركة الوطنية للكهرباء» إن الطائرات المسيّرة ضربت محطة الكهرباء الرئيسية في المدينة، ما أدى إلى توقف كلي في إمدادات الطاقة. وذكرت في بيان لاحق أن فرقها الفنية تعمل على تقييم الأضرار الناتجة عن الهجمات، في حين لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها رسميًا عن الضربات حتى الآن، رغم اتهامات «أمبري» المباشرة لقوات الدعم السريع.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من هدوء نسبي شهدته بورتسودان، التي كانت تُعتبر منطقة آمنة نسبياً مقارنة ببؤر المواجهات في دارفور والخرطوم. وتثير هذه التطورات مخاوف من تحول المدينة إلى ساحة جديدة للمواجهة، ما قد يعقّد جهود الإغاثة ويزيد من عزلة الحكومة السودانية.