نيجيريا تشهد تصعيداً أمنياً بعد قصف أميركي مع هجمات منسقة لـ«داعش» في الشمال الشرقي

قسم الأخبار الدولية 29/12/2025
شهدت مناطق في شمال شرقي نيجيريا تصعيداً أمنياً لافتاً، بعدما نفّذ مسلحون يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» هجمات منسقة استهدفت عدداً من القرى في ولاية يوبي، وذلك بعد أيام قليلة من قصف جوي أميركي استهدف مواقع للتنظيم في شمال غربي البلاد.
وأفادت مصادر أمنية محلية بأن الهجمات وقعت بعد منتصف ليل السبت–الأحد، حيث اقتحم مسلحون قرية جا جيبيري وأطلقوا النار على زعيمها المحلي لاوان حسن، ما أدى إلى إصابته في كتفه، قبل أن ينتقلوا إلى قرية لادو المجاورة، ويختطفوا مدنياً كان يقود سيارة رباعية الدفع. وواصل المهاجمون تحركاتهم باقتحام مركز للرعاية الصحية الأولية، حيث نهبوا مستلزمات طبية ومعدات، إضافة إلى الاستيلاء على سيارة مدنية، ثم انسحبوا من المنطقة.
ونُقل زعيم القرية المصاب إلى مستشفى غايدام لتلقي العلاج، في وقت رفعت فيه القوات الأمنية مستوى التأهب، وشرعت في عمليات تمشيط وملاحقة لتعقّب منفذي الهجمات، وسط مخاوف من تكرار الاعتداءات في قرى أخرى قريبة.
ويأتي هذا التطور بعد ضربة جوية نفذها الجيش الأميركي، الأسبوع الماضي، ضد مواقع لتنظيم «داعش» في شمال غربي نيجيريا، بناءً على طلب السلطات النيجيرية. ورغم تأكيد واشنطن وأبوجا أن الضربة ألحقت خسائر كبيرة بالتنظيم، فإن الحصيلة النهائية لم تُعلن حتى الآن، ما فتح باب التكهنات حول قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه والرد ميدانياً.
في المقابل، أعلنت قيادة الجيش النيجيري تحقيق تقدم ملحوظ في العمليات العسكرية خلال الأشهر السبعة الماضية. وقال قائد مسرح العمليات في شمال شرقي البلاد، اللواء عبد السلام أبو بكر، إن القوات نجحت منذ مايو وحتى ديسمبر في تحييد 438 عنصراً من تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» وجماعة «بوكو حرام»، إضافة إلى استعادة مئات قطع السلاح وضبط أجهزة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية، وإنقاذ مئات المدنيين من معاقل الجماعات المسلحة.
وأوضح أبو بكر أن الضغط العسكري المتواصل أجبر مئات المسلحين على الاستسلام، معتبراً أن ذلك يعكس تراجع قدرات التنظيمات المسلحة، رغم استمرارها في شن هجمات خاطفة تستهدف القرى النائية والبنى المدنية الضعيفة.
وتعكس هذه التطورات تعقيد المشهد الأمني في نيجيريا، حيث يتزامن الدعم العسكري الخارجي مع تحديات ميدانية داخلية، في ظل تصاعد هجمات الجماعات المتطرفة وتنامي نشاط عصابات الخطف والجريمة المنظمة، ما يضع السلطات أمام اختبار صعب للحفاظ على الاستقرار ومنع انزلاق الأوضاع إلى مزيد من الفوضى.



