نتنياهو يغير مسار رحلته إلى نيويورك خوفاً من “مصيدة فرنسية” واحتمال اعتقاله
قسم الأخبار الدولية 25/09/2025
كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن الطائرة الرسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذت مساراً جوياً غير معتاد في رحلتها إلى نيويورك فجر الخميس، حيث تجنبت أجواء أوروبا الغربية لتفادي أي احتمال بالهبوط الاضطراري في دول موقعة على اتفاقية روما، التي تلزمها باعتقال المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية. وبحسب المصادر، فقد أطال المسار الجديد الرحلة بنحو 600 كيلومتر، إذ حلّقت الطائرة فوق البحر الأبيض المتوسط مروراً بمضيق جبل طارق، قبل أن تتجه عبر الأطلسي نحو الولايات المتحدة.
ويأتي هذا القرار بعد تصاعد المخاوف داخل فريق نتنياهو من أن تكون فرنسا تحديداً بصدد إعداد «مصيدة» له، في ظل تدهور العلاقات بين باريس وتل أبيب، على خلفية قيادة باريس والسعودية لمسار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. ورغم أن فرنسا منحت إذناً رسمياً لعبور الطائرة أجواءها، فإن نتنياهو فضّل المسار البديل، ما أثار استغراب الأوساط الإسرائيلية، خاصة وأنه اعتاد في رحلاته السابقة الطيران عبر الأجواء الأوروبية من دون اعتراض.
وقد تسببت المخاوف الأمنية في تقليص عدد المرافقين على متن الطائرة، حيث ألغيت مشاركة الصحافيين وعدد من مساعدي مكتب نتنياهو لتخفيف الوزن وضمان المسار الأطول.
وتأتي هذه التطورات في ظل الضغوط القانونية المتزايدة على نتنياهو، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر الماضي مذكرات اعتقال بحقه وبحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. ورغم أن بعض الدول الأوروبية امتنعت عن تنفيذ هذه المذكرات في رحلات سابقة، فإن المحكمة وجهت مؤخراً انتقاداً لهنغاريا بسبب عدم اعتقال نتنياهو خلال زيارته إلى بودابست في أبريل، ما دفع الحكومة اليمينية هناك إلى الإعلان عن نيتها الانسحاب من المحكمة.
ومن المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أن يتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الرابعة هذا العام، في إطار ما وصفه ببحث «الانتصارات الاستراتيجية» والتأكيد على استمرار العمليات حتى استعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس.
بهذا المسار الاستثنائي، بدا أن نتنياهو يوازن بين حسابات سياسية داخلية وضغوط قانونية دولية، في وقت تتعمق فيه عزلة إسرائيل على الساحة العالمية، خاصة مع اتساع رقعة الاعترافات بدولة فلسطين بقيادة فرنسا والسعودية.
