نتنياهو يتبجح بعدد زياراته السرية إلى دول عربية

فلسطين المحتلة – 20-02-2020

صرح رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، بأنه لا يمكنه الإفصاح عن عدد “زياراته السرية” إلى دول عربية.
وقال في لقاء تلفزيوني مع قناة “هلا” الإسرائيلية الناطقة بالعربية: “إذا أخبرني أحدهم قبل عشر سنوات أننا سنصل إلى وضع تكون لنا فيه علاقات تتوطد باستمرار مع كل الدول العربية، باستثناء واحدة أو اثنتين (..) لقلت له إن ذلك مجرد أحلام يقظة، لكن هذا ما يحدث اليوم”.
وأكد نتنياهو أن التطبيع مع الدول العربية يتزايد بشكل كبير”ليس فقط بسبب التهديد المشترك، ممثلا في إيران، بل أيضا بسبب شغف الدول العربية بالتكنولوجيا الإسرائيلية وبالزراعة الإسرائيلية”،حسب زعمه،وكأن الحكام العرب الذين يتآمرون على بعضهم البعض ويبددون ثرواتهم في صغائر الأمور مهتمون بالأمن القومي تكنولوجيا واقتصاديا وزراعيا …!
وأضاف: “نقيس ذلك على الإنترنت، في المجتمعات العربية، نجري استطلاعات ونسأل (هل ينبغي على بلدك إقامة علاقات مع إسرائيل؟)، ذات مرة كانت النسبة 0%، وربما حتى بالسالب، اليوم نرى 30% و40% و50%، وذلك آخذ في التصاعد” مع ملاحظة التباعد في النسب التي أوردها بما يبرهن على أنها عملية إيحاء لخداع الرأي العام والتأثير النفسي في الوطن العربي وداخل فلسطين المحتلة.
ويكثف نتنياهو حديثه عن تطبيع سري متصاعد مع دول عربية لا يسميها، ويأتي ذلك قبل الإنتخابات البرلمانية في بلاده، يوم 2 مارس المقبل.
صحيح أن النظام الرسمي العربي مترهل ومنبطح منذ ما قبل الغزو الصهيوني لجنوب لبنان في صيف عام 1982،وصحيح هرولته نحو العدو الغاصب ونحو استرضاء سادة البيت الأبيض،ولكن الحقيقة التي يدركها نتنياهو وجوقة النظام الرسمي العربي هي موقف الجماهير ووعيها المتنامي الرافض لما يسمى التطبيع،والدليل أن الشعب المصري على سبيل المثال الذي وقع رئيسه السادات اتفاق كامب ديفد منذ أواخر سبعينات القرن الماضي ظل عصيا على الإختراق أو قبول التطبيع سياسيا وثقافيا،برغم بروز بعض الأصوات النشاز بين الفينة والأخرى،والمأجورة التي تنطبق عليها القاعدة”تحفظ ولا يقاس عليها”،من قبل هذه الجماهير، فحتى جامعة الدول العربية -التي هي في جوهرها جامعة للحكام- تلاقي رفضا وازدراءً،فما بالك بكيان غاصب أقام وجوده على المجازر التي ارتكبتها عصابات”شتيرن” و”الهاغانا” وغيرها.