أخبار العالمإفريقيا

نائب وزير الخارجية السعودي في السودان لبحث استئناف “محادثات جدة” والبرهان وآبي أحمد يبحثان العلاقات الثنائية

نائب وزير الخارجية السعودي في بورتسودان للطلب من السودان العودة إلى منبر جدة، ورئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان يستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي لبحث العلاقات والتعاون.

كشفت مصادر مقربة من اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، أن قائد الجيش السوداني فاجأ الوفد السعودي بحديث صريح ومحدد.

وقال رئيس تحرير صحيفة “المصادر” السوداني، عبد الماجد عبد الحميد، نقلاً عن مصادر متابعة أن “البرهان سيواصل بالوضوح ذاته مع الوفود الخارجية التي ستهبط في مطار بورتسودان خلال الأيام المقبلة وفي مقدمتها رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد، ورئيس جنوب السودان، سلفا كيير، ووفود من مصر وروسيا والاتحاد الأوروبي.

ووفق عبد الحميد، كشفت تقارير صحافية غربية وعربية أن “الجهات والمنظمات الدولية الداعمة لمليشيا التمرد قد توصلت لقناعة تدعمها تقارير موثقة أن الجيش السوداني قد كسر القوة الصلبة لمليشيات التمرد التي فقدت أفق وآليات السيطرة علي السلطة في السودان الأمر الذي دفع عدة دول لتغيير موقفها الداعم للمليشيا من ناحية والبدء في ممارسة ضغوط على قادة الجيش في السودان للتوصل إلى هدنة مؤقتة”.

وأضاف عبد الحميد أنه بالرغم من انزعاج الولايات المتحدة من التقارب السوداني الروسي في البحر الأحمر، إلا أن “قائد الجيش السوداني أعلن صراحة أنهم يواجهون حصاراً في الحصول على السلاح وهو ما تلتزم روسيا ودول أخرى بتوفيره بلا شروط” وفق تعبيره.

في ظل هذه الأجواء، وصل نائب وزير الخارجية السعودي إلى بورتسودان موفداً من القيادة السعودية لنقل الطلب السعودي للسودان بالعودة إلى منبر جدة.

وفي السياق، لفت وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين عوض، إلى أن “المحادثات ركزت على استئناف محادثات منصة جدة”، وأن البرهان عبر خلال اللقاء عن “حرص السودان على إنجاح منصة جدة واعتبرها قاعدة يمكن البناء عليها”.

وأضاف أن النقاش تركّز أيضاً على أهمية توسيع قاعدة الوسطاء في مفاوضات جدة، لكن البرهان أبدى في الوقت نفسه تحفظه على وجود أي طرف يدعم “الدعم السريع”، التي وصفها بأنها “مليشيات إرهابية متمردة”، بحسب البيان.

وأوضح المصدر أن البرهان وبعد استماعه لرسالة المبعوث السعودي قال بوضوح إن “السودان لن يعود إلى منبر جدة لأن المسهلين لايفرضون ضغوطاً على التمرد لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه مسبقاً، وفي ذات الوقت يستمر التمرد في ممارسة القتل والنهب وترويع الآمنين، ولا يبدو حريصاً علي أي اتفاق مسبق”.

وأشار إلى أن البرهان قال في اللقاء إن “السودان يرفض إضافة جهات داعمة للتمرد ومحاولة إلحاقها بمنبر جدة”، مؤكداً أن “السودان سيقدم خلال 3 أيام خارطة طريق للتفاوض يأمل أن ترد عليها الأطراف المسهلة والضامنة لمفاوضات جدة” وفق ما ذكر.

وفي سياق متصل، التقى البرهان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في قصر الضيافة، حيث ناقش الجانبان أواصر العلاقات الثنائية بين السودان وإثيوبيا.

وقال البرهان إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي للدلالة على “عمق العلاقات بين شعبي البلدين”، مبيّناً أنها “امتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان”، ومؤكداً “متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظه عليها”.

وأشار رئيس المجلس السيادي أن “المليشيا ارتكبت جرائم وفظائع ضد الشعب السوداني ودمرت البنية التحتية للدولة واستهدفت المؤسسات القومية”، مؤكداً “حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا وذلك لخدمة المصالح المشتركة”.

من جانبه لفت رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أن زيارته إلى السودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني، وقال إن “الأصدقاء الحقيقيين يظهرون وقت الشدة”.

وأضاف أن “هذه الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً مع السودان”، وأكد أن “الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته”، وأكد أن “الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة”.

كما أشار المسؤول الإثيوبي إلى أهمية السلام باعتباره أساس التنمية، ومؤكداً أن “مشكلات الدول يجب أن تحل داخلياً من دون تدخل خارجي”.

خلافات بين قيادات “تقدم” بشأن الاجتماع التحضيري لحل الأزمة في السودان

وفي سياق آخر متعلق بالأزمة السودانية، كشفت مصادر وجود خلافات داخلية بين قيادات تنسيقية القوى السياسية والمدنية السودانية “تقدم” برئاسة، عبد الله حمدوك، بعد انفراد لجنة من التنسيقية بقرار عدم المشاركة في الاجتماع التحضيري للاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في السودان.

ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع التحضيري للاتحاد الأفريقي المتعلق بحل الأزمة السودانية لمدة 5 أيام، ابتداء من 10 يوليو الجاري إلى 15 يوليو من الشهر نفسه.

وأكدت المصادر بأن لجنة من “تقدم” تضم كلاً من صديق المهدي، وأحمد تقد لسان، وشهاب إبراهيم، عقدت اجتماعاً مع الاتحاد الأفريقي بشأن تسليمهم أسماء المدعوين للاجتماع.

وأشارت المصادر إلى أن لجنة “تقدم” طلبت منع 15 شخصية من رموز الكتل السياسية السودانية الحضور إلى أديس أبابا للمشاركة في الاجتماع، أبرزهم محمد سيد أحمد الجاكومي، ومبارك أردول، وجبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي، والناظر محمد أحمد ترك، والتوم هجو، وعلي عسكوري.

هذا وطالب أعضاء التنسيقية الاتحاد الأفريقي بتزويدهم بقائمة المدعويين كاملة، إلا أن الاتحاد رفض ذلك.

كما كشفت المصادر أن قيادات من “تقدم” أبدت تخوفها من دعوة “المؤتمر الوطني” للمشاركة في الاجتماع، وطرحت فكرة تأجيله الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الجهة المنظمة.

وأكدت المصادر بأن قيادات تنسيقية “تقدم” التي حضرت إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أبلغت الاتحاد الأفريقي بعدم مشاركتها في الاجتماع من دون الاستجابة لتلك المطالب.

وقد أثار قرار لجنة “تقدم” بعدم المشاركة في الاجتماع التحضيري للاتحاد الأفريقي موجة غضب وتبادلاً للاتهامات بين المكونات السياسية الداخلية للتنسيقية، ووصفت ما جرى بأنه “انفراد بالرأي وعمل مجافي للديمقراطية وقفز فوق المؤسسية”، فوق ما ذكرت المصادر المتابعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق