موسكو تُكثف تحضيرات قمة بوتين – ترمب وسط تحولات في المواقف الغربية وتزايد الحراك الأطلسي على حدود روسيا

قسم الأخبار الدولية 05/05/2025
كثّف الكرملين جهوده لتنشيط التحضيرات لقمة مرتقبة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، في وقت تتراجع فيه مؤشرات الحماسة الأميركية للعب دور وساطة بين موسكو وكييف، وسط تعقيد المشهد الجيوسياسي في شرق أوروبا وتنامي التحركات العسكرية الغربية على حدود روسيا.
ودعا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى تكثيف الاتصالات الروسية-الأميركية لضمان الإعداد الجيد للقمة، واصفًا اللقاء بأنه “ضروري للغاية” لمناقشة ملفات حيوية، في ظل تصاعد مؤشرات الفتور في نوايا واشنطن نحو تطبيع العلاقات مع موسكو، خاصة بعد توقيع اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا حول الموارد الطبيعية.
وتزامنت هذه الدعوات مع تأكيد وزارة الخزانة الأميركية إبرام اتفاق مع كييف في نهاية أبريل يخص المعادن النادرة الأوكرانية، يمنح واشنطن حق المساهمة في صندوق استثماري مقابل مساعدات عسكرية لكييف، أبرزها أنظمة دفاع جوي، وهو ما رآه مراقبون سببًا لتراجع رغبة ترمب في التوسط بين الطرفين الروسي والأوكراني.
في المقابل، أوضح بيسكوف أن موسكو ما زالت تُقيّم أبعاد الاتفاق الأميركي – الأوكراني، وتراقب بدقة تداعياته، رافضًا الخروج باستنتاجات مسبقة حول تأثيره على مستقبل العلاقات الثنائية، لا سيما في ظل اقتراب موعد تصديق البرلمان الأوكراني على الاتفاق يوم 8 مايو.
وفي منحى موازٍ، أبدت موسكو اهتمامًا متزايدًا بالانتخابات الرئاسية في رومانيا، حليفة كييف الغربية، بعد أن شهدت جولتها الأولى تقدم مرشح اليمين المتطرف جورج سيميون المعارض للدعم العسكري لأوكرانيا، وحرمان مرشح آخر يوصف بـ”المقرب من موسكو” من المشاركة. ووصف بيسكوف ما حدث بأنه “مصادرة لحق الناخبين في اختيار ممثليهم بحرية”.
وفي ظل هذا المناخ المحتقن، أطلق حلف شمال الأطلسي الاثنين مناورات عسكرية كبرى في ليتوانيا، شارك فيها نحو 4 آلاف جندي و700 وحدة من المعدات العسكرية، تمتد حتى منتصف مايو، وتركز على عمليات القيادة ومكافحة المسيّرات والتكامل الهندسي والطبي. وتُعد هذه التدريبات جزءًا من سلسلة أنشطة عسكرية متكررة على حدود روسيا، تعتبرها موسكو تهديدًا مباشرًا وتطالب بوقفها ضمن شروطها للتسوية في أوكرانيا.
وتُظهر هذه التطورات المتسارعة تزايد الضغوط على مختلف الأطراف، وسط تداخل الملفات الاقتصادية والأمنية والانتخابية في دول أوروبا الشرقية، وهو ما يضع مستقبل العلاقات الروسية – الأميركية وتوازنات المنطقة على مفترق طرق حاسم خلال الأشهر المقبلة.