آسياأخبار العالمأوروبا

موسكو تدفع نحو معادلة نووية أشمل وتطالب بضم بريطانيا وفرنسا إلى طاولة التفاوض

دعا الكرملين إلى إشراك بريطانيا وفرنسا في أي محادثات مقبلة حول الحد من الأسلحة النووية، مؤكداً أن الاكتفاء بالحوار الثنائي بين موسكو وواشنطن لم يعد كافياً لضمان الاستقرار العالمي. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الأولوية تظل لعقد مفاوضات مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة باعتبار أن معاهدة “نيو ستارت” وثيقة ثنائية الطابع، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الترسانتين البريطانية والفرنسية جزء لا يتجزأ من المعادلة النووية الأوروبية.

تأتي هذه التصريحات في أعقاب مقترح قدّمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع الشهر الجاري، يقضي بتمديد القيود المفروضة على الأسلحة الاستراتيجية المنشورة لمدة عام إضافي، رغم أن معاهدة “نيو ستارت” الموقعة عام 2010 والمجددة في 2021 توشك على الانتهاء في فبراير المقبل. واعتبر البيت الأبيض أن المبادرة “جيدة جداً” بحسب المتحدثة كارولاين ليفيت، لكنها أكدت أن القرار النهائي بيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن رغبته في إشراك الصين أيضاً ضمن أي إطار جديد لمحادثات نزع السلاح النووي.

ومنذ انسحاب روسيا الجزئي من التزاماتها بالمعاهدة عام 2023، ظلّ الكرملين يؤكد تمسكه بالقيود الأساسية المتعلقة بعدد الرؤوس الحربية، البالغ سقفها 1550 رأساً استراتيجياً لكل جانب، وبعدد وسائل الإطلاق المقدر بـ700 بين صواريخ وغواصات وقاذفات بعيدة المدى. غير أن موسكو ترى أن استمرار استبعاد بريطانيا وفرنسا، اللتين تمتلكان معاً ما يقارب 500 إلى 600 رأس نووي، يترك فراغاً في معادلة الأمن الأوروبي ويقوّض أي توازن استراتيجي حقيقي.

ويأتي هذا الجدل فيما تتواصل الضغوط الغربية على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، حيث تحاول كييف إقناع إدارة ترمب المقبلة بفرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو. وفي ظل هذا السياق، تبدو المفاوضات النووية المقبلة مرشحة لأن تتحول إلى ساحة اختبار واسعة لإعادة رسم ميزان القوى العالمي بين القوى الكبرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق