موسكو تدخل على خط أزمة السودان وتقود مسعى دبلوماسي… واتفاق جديد يؤمّن حقل هجليج النفطي

قسم الأخبار الدولية 11/12/2025
طرحت روسيا مبادرة سياسية جديدة لإيجاد مخرج للصراع المتصاعد في السودان، في وقت نجحت فيه جوبا في انتزاع اتفاق ثلاثي يؤمّن واحداً من أهم الحقول النفطية في البلاد. الخطوتان تعكسان تحركاً دولياً وإقليمياً متزامناً لاحتواء التوتر ومنع امتداده إلى المنطقة بأكملها.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في لقاء مع السفراء بموسكو، استعداد بلاده للعب دور الوسيط إذا وافقت الحكومة السودانية على ذلك، مشيراً إلى أن الهدف هو «تسهيل البحث عن حلول عملية» تشجع الأطراف المتحاربة على الانخراط في عملية سياسية. ودعا لافروف إلى تجنب «توجيه الاتهامات لأي طرف»، والتركيز بدلاً من ذلك على خلق بيئة تسمح ببدء حوار جاد بين الخصوم، في إشارة إلى رغبة موسكو في ترسيخ حضورها الدبلوماسي في الملف السوداني وتقديم نفسها كطرف قادر على الدفع نحو تسوية.
وفي مسار موازٍ، أعلنت سلطات جنوب السودان التوصل إلى اتفاق مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يتعلق بتأمين حقل هجليج النفطي، أكبر منشأة نفطية في السودان والمركز الرئيسي لمعالجة صادرات نفط جنوب السودان. وجاء الاتفاق عقب اتصالات مباشرة أجراها رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت مع الطرفين، بعد سيطرة «الدعم السريع» على المنطقة بداية الأسبوع.
ويقضي الاتفاق بمنح القوات المسلحة في جنوب السودان المسؤولية الأساسية عن حماية الحقل، مقابل انسحاب «الدعم السريع» إلى مناطق محيطة، في خطوة تهدف إلى منع تعطيل إنتاج النفط الذي يشكل المصدر شبه الوحيد لإيرادات حكومة جوبا. ويعكس الاتفاق إدراكاً مشتركاً لخطورة أن يتحول الحقل الاستراتيجي إلى بؤرة اشتباك إقليمي، لا سيما أن موقعه الحدودي يجعل أي اضطراب فيه ذا تأثير مباشر على اقتصاد جنوب السودان وعلى ميزان القوى داخل السودان.
ويأتي التحرك الروسي وجنوب السودان في ظل غياب مسار تفاوضي ثابت بين طرفي النزاع، وتزايد الضغوط الدولية لإيقاف الانهيار الأمني والاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب.



