منطقة الساحل الإفريقي تواجه أزمة إنسانية حادة
الساحل الإفريقي-17-10-2020
تواجه منطقة الساحل في إفريقيا إحدى أسوإ الأزمات الإنسانية في العالم، بسبب تزايد العنف وانعدام الأمن الغذائي والنزوح المستمر وآثار جائحة كورونا..
ومنطقة الساحل هي منطقة شاسعة شبه قاحلة في القارة الإفريقية، تفصل الصحراء الكبرى شمالا والسافانا الإستوائية جنوبا.
وذكر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يانس لاركيه، أن الوضع قد تدهور بشكل حاد خلال العامين الماضيين.
وأضاف في مؤتمر صحفي،أمس في جنيف،أن الإحتياجات تتزايد أسرع من قدرة التمويل على مواكبتها،مشيرا إلى أن سكان المنطقة الحدودية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر يوجدون الآن في بؤرة الصراع والفقر والتغير المناخي، وبدون دعم، نتخوف من أن تشهد المنطقة أكبر الأزمات في العالم”.
من جهته،قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بوريس شيشيركوف، إن أكثر من 2.7 مليون شخص بالمنطقة أجبروا على مغادرة ديارهم.
وتحدث في المؤتمر الصحفي عن الإحتياج الهائل للمأوى والماء والصرف الصحي والخدمات الصحية وغيرها من المساعدات الأساسية.
وتمثل بلدان منطقة الساحل الوسطى: بوركينا فاسو ومالي والنيجر بؤرة أزمة النزوح القسري بوجود أكثر من 1.5 مليون مشرد داخلي و365 ألف لاجئ فروا من العنف في منطقة الساحل الوسطى، بمن فيهم أكثر من 600 ألف شخص خلال العام الحالي وحده.
ووصف المتحدث مستوى العنف الذي يتعرض له المدنيون بأنه مروع ومنهجي. وقال إن الجماعات المسلحة تقوم، بوتيرة متكررة ومقلقة، بإعدام الآباء أمام أبنائهم. وفي أوائل الشهر الحالي قتل مسلحون 25 رجلا أمام أسرهم في كمين شُن على قافلتهم في أثناء عودتهم إلى ديارهم أملا في تحسن الوضع الأمني.
وتواجه المنطقة خطرا آخر يتمثل في تغير المناخ، حيث أشار المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين إلى تزايد المخاطر المناخية في منطقة الساحل، إذ يغير ارتفاع درجات الحرارة أنماط هطول الأمطار ويزيد وتيرة وحدة الفيضانات والجفاف والعواصف الرملية.
بدوره،تحدث تومسون فيري، الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي،عن الوضع التغذوي الصعب في المنطقة،وقال إن
مليون شخص لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم المقبلة، ويظهر التحليل الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي أن 7.4 مليون شخص آخرين قد يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل بداية العام الجديد.
وبالإضافة إلى التحديات الإنسانية الهائلة في المنطقة، يُستهدف العاملون في المجال الإنساني في كثير من الأحيان، من قبل الجماعات المسلحة غير التابعة للدول بأنحاء منطقة الساحل في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وحذر المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي من انزلاق المنطقة إلى الفوضى، بشكل لا يمكن إصلاحه بسرعة، ومن مخاطر انتشار عدم الإستقرار عبر الحدود إلى الدول المجاورة حول خليج غينيا يما سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الأمن الغذائي في غرب إفريقيا.
أما ماريكسي ميركادو، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فأكدت أن عدد الأطفال الذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر وصل إلى 7.2 مليون طفل، وهو عدد غير مسبوق، بزيادة تقدر بالثلثين خلال عام واحد.
وأضافت المتحدثة باسم اليونيسف أن الهجمات المستهدفة في ثلاث دول قد أدت إلى إغلاق أكثر من 4000 مدرسة قبل أن تؤدي الجائحة إلى إغلاق بقية المدارس. كما أشارت إلى زيادة الحالات الموثقة للإنتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، ومنها التجنيد في القتال، والإغتصاب، والعنف الجنسي، وخاصة في مالي.