مقتل العشرات وإحراق 112 قرية في اشتباكات بين المجتمعات المحلية بشمال الكاميرون
كوسيري-الكاميرون-20-12-2021
قالت مفوضية شؤون اللاجئين إن الاشتباكات التي اندلعت بين المجتمعات المحلية، في منطقة أقصى شمال الكاميرون، خلال الأسبوعين الماضيين، تسببت في نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص من منازلهم، بالرغم من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وفر خلال الأيام القليلة الماضية، أكثر من 85 ألف شخص إلى تشاد المجاورة بينما أجبر ما لا يقل عن 15 ألف كاميروني على النزوح داخليا.
وقال المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سالتمارش، للصحفيين في جنيف، إن الدلائل تشير إلى أن النزوح إلى تشاد قد حدث بصورة متسارعة، حيث بلغ العدد الإجمالي ثلاثة أضعاف الرقم الذي تم الإبلاغ عنه الأسبوع الماضي، عندما عبر 30 ألف شخص الحدود بحثا عن الأمان.
وقد تسبب القتال في مقتل 44 شخصا وإصابة 111 آخرين وإحراق 112 قرية..
ووفقا للمفوضية، فإن الغالبية العظمى من الوافدين الجدد إلى تشاد هم من الأطفال والنساء،ووجد حوالي 48 ألف شخص ملاذا في 18 موقعا حضريا في العاصمة انجامينا، وينتشر 37 ألف شخص في 10 مواقع ريفية على طول ضفاف نهر لوغون.
وقد أعلنت المفوضية حالة الطوارئ من المستوى الثاني وتقوم بتوسيع نطاق عملياتها بسرعة لمساعدة المتضررين في الكاميرون واللاجئين الجدد الذين فروا إلى تشاد.
وقال المتحدث باسم المفوضية إن اللاجئين في حاجة ماسة إلى المأوى والبطانيات والحصائر ومستلزمات النظافة، مشيرا إلى أن المجتمعات المحلية تستضيف بسخاء بعض هؤلاء اللاجئين، لكن معظمهم لا يزالون ينامون في العراء وتحت الأشجار.
أما في أقصى شمال الكاميرون، فقد تم نشر قوات الأمن ولا تزال عمليات نزع السلاح جارية، وأفادت المفوضية السامية بأن انعدام الأمن لا يزال يعيق قدرتها على الوصول إلى منطقة لوغوني بيرني الريفية حيث اندلعت الاشتباكات.
وقال ماثيو سالتمارش إن الفرق التابعة للمفوضية في مدينتي مارو وكوسيري تعمل على تقييم الحماية والاحتياجات الإنسانية للنازحين داخل البلاد، مشيرا إلى أن العديد منهم أبلغوا عن صعوبات في العثور على مياه صالحة للشرب ولا يمكنهم الوصول إلى المراحيض.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في البداية في 5 ديسمبر الجاري في قرية أولومسا الحدودية، في أعقاب نزاع بين الرعاة والصيادين والمزارعين حول موارد المياه المتضائلة،حيث أدت أزمة المناخ إلى تفاقم المنافسة على الموارد، وخاصة المياه. وانخفضت مستويات المياه في بحيرة تشاد، بنسبة تصل إلى 95 في المائة في السنوات الستين الماضية.
وحذر سالتمارش من أنه “بدون اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، يمكن أن يتصاعد الوضع بصورة أكثر حدة”، داعيا إلى تقديم الدعم الدولي لمساعدة النازحين قسرا و “إنهاء العنف حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم بأمان”.
وتعد تشاد موطنا لما يقرب من مليون لاجئ ومشرد داخليا، أما الكاميرون فهي موطن لأكثر من 1.5 مليون لاجئ ومشرد داخليا.