أخبار العالمالشرق الأوسط

مع ذكرى تأسيسها… الجامعة العربية تطلق صرخات عربية ضد انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة

أبو الغيط في المنتدى العربي للتنمية: غزة ودارفور جراح نازفة… وصمت العالم شريك في الجريمة

في كلمة مفعمة بالغضب والألم، أطلقت جامعة الدول العربية تحذيراتها من انهيار الأوضاع الإنسانية في أكثر من جبهة عربية، حيث جمعت بين إدانة المجازر في دارفور،  والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وذلك خلال فعاليات المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025 في بيروت بحضور وزير الدولة اللبناني فادي مكي ممثلاً عن الرئيس عون، والدكتورة رولا دشتي الأمينة التنفيذية للإسكوا،  وزير التخطيط العراقي د. محمد علي تميم رئيس الدورة الحالية للمنتدى

مجزره دارفور تهدد 700 ألف نازح

أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية بأشد العبارات الهجمات البرية والجوية التي شنها قوات الدعم السريع على مخيمي أبو شوك وزَمزم للنازحين في دارفور، والتي أسفرت عن مقتل 100 شخص بينهم 20 طفلاً، واستشهاد 14 موظفاً في منظمة الإغاثة الدولية، إصابة 200 جريح وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

وأوضح أبو الغيط أن مخيمي زمزم وأبو شوك في دارفور  من أكبر مخيمات النازحين في العالم، حيث يؤويان أكثر من 700 ألف شخص فروا من العنف الدائر في الإقليم منذ عام 2003. وتفاقمت الأزمة الإنسانية هناك بعد استهداف مصادر المياه وندرة المواد الغذائية، في مشهد يكرر مأساة قطاع غزة الذي يعاني من حرب إبادة وحصار خانق منذ أشهر.

وصف أبو الغيط الهجمات المنسقة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدار الأيام الثلاثة الماضية بأنها “جريمة حرب بكل المقاييس”، مؤكداً أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن رقم 2736 لعام 2024. وأضاف أن هذه الأحداث “تذكرنا بالمأساة المستمرة في غزة، حيث يتعرض المدنيون الفلسطينيون لأبشع أنواع العنف تحت سمع وبصر العالم”.

الصمت الجريمة

وفي  المنتدى، هاجم أبو الغيط الصمت الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، واصفاً إياه بـالعار، ومؤكداً أن الهدف هو محو القضية الفلسطينية عبر تهجير السكان، لافتا أن بعض الدول تشارك في تمهيد طريق التهجير القسري، وهو جريمة وفق القانون الدولي.

ودعا أبو الغيط المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، محذراً من أن الصمت على هذه الجرائم يشكل تواطؤاً مباشراً فيها. كما أكد على ضرورة توحيد الجهود العربية لمواجهة هذه التحديات المصيرية، معتبراً أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق في ظل النزاعات المسلحة وانعدام الأمن.

رغم تركيزه على القضية الفلسطينية، أشار أبو الغيط إلى أن التنمية في المنطقة العربية “تقف على حافة الهاوية” بسبب الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة وتداعيات تغير المناخ وندرة المياه، بالإضافة إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وفي رسالة تفاؤل، قال أبو الغيط أن الدول العربية لن تستسلم مشيراً إلى إنجازات في التحول نحو الطاقة المتجددة ، وفي ملف تمكين المرأة والشباب، وفي مبادرات الاقتصاد الأخضر . وختم كلمته بان “التنمية المستدامة ليست رفاهية.. إنها معركة بقاء تحتاج إلى تضامن عربي ودولي.. والوقت ليس في صالحنا.”

القضية الفلسطينية البوصلة العربية

من جهته، أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية أن القضية الفلسطينية تظل في صلب اهتمامات الجامعة منذ تأسيسها قبل 80 عاماً.

أشار إلى أن الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية والأمم المتحدة تزامنت مع تحديات غير مسبوقة تواجه الأمة العربية، بدءاً من العدوان على غزة ومروراً بأزمة دارفور، ووصولاً إلى التحديات التنموية والاقتصادية التي تعيق مسيرة التقدم في المنطقة.

وأوضح خطابي أن الجامعة العربية تعمل على تعزيز التكامل الإقليمي ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، مع الحفاظ على الثوابت العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وشدد على أن تحقيق التنمية المستدامة يبقى رهيناً بحل النزاعات المسلحة وحماية المدنيين، داعياً إلى تضامن عربي حقيقي لمواجهة هذه التحديات.

تزامن الحدث مع ذكرى مرور 80 عاماً على تأسيس جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، في إشارة إلى ضرورة إحياء دورهما في مواجهة “عصر القوة اللإنسانية”.

وفي نفس آخر  زار أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية بزيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في مقر اقامته، وصرح المتحدث الرسمي باسم الامين العام جمال رشدي انه تم خلال اللقاء بحث تطورات الوضع في لبنان والمنطقة، حيث أكد الامين العام مجدداً علي مساندة الجامعة للبنان ووقوفها ودولها الاعضاء الي جانبه لمساعدته في الخروج من أزمته الحالية، مع التأكيد علي أهمية اضطلاعه بالاصلاحات التي تمكنه من تلبية المطالب الاقتصادية للبنانيين و كذلك تثبيت سيادته على كامل أراضيه وبسط الدولة لسلطتها علي كل التراب اللبناني و تأمين الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب.

كما جرى التطرق إلى تطورات الوضع في فلسطين وخصوصاً في قطاع غزة، حيث أوضح الامين العام الاجماع العربي والاسلامي علي ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل فوري ، ومواصلة المساعي العربية مع القوى الفاعلة لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بمختلف مراحله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق