آسياأخبار العالمإفريقيا

مصر وروسيا تدفعان نحو شراكة استراتيجية عبر مشروع الضبعة النووي والمنطقة الصناعية بقناة السويس

سرّعت القاهرة وموسكو وتيرة التعاون الاستراتيجي بينهما، وذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بنائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفيرتشوك في العاصمة المصرية. وأكد الجانبان أن العلاقات الثنائية تشهد زخماً متنامياً يقوم على أسس سياسية واقتصادية متينة، تدعمها اجتماعات منتظمة للجنة المصرية – الروسية المشتركة، والتي أسفرت مؤخراً عن توقيع عقد الانتفاع الخاص بأرض المنطقة الصناعية الروسية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وركّز الوزير عبد العاطي على حرص مصر على إنجاز المشاريع ذات الأولوية وفي مقدمتها محطة الضبعة للطاقة النووية، التي تُعد أول محطة نووية سلمية في البلاد، إضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية التي تحظى بدعم حكومي واسع من الجانبين. وأكد الوزير أن القاهرة ملتزمة بتقديم التسهيلات والضمانات اللازمة لضمان نجاح هذه المشاريع وتحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية.

وبالتوازي مع ذلك، تناول اللقاء ملفات التعاون في مجالات النقل، والسياحة، والطيران المدني، حيث أشار عبد العاطي إلى الارتفاع الملحوظ في أعداد السياح الروس الوافدين إلى مصر، معتبراً أن ذلك يعكس متانة الروابط الشعبية والثقافية، ويعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية مفضلة لدى الروس.

كما تفقد نائب رئيس الوزراء الروسي موقع المنطقة الصناعية الروسية بالعين السخنة، واجتمع مع رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين. وخلال الزيارة، شدّد أوفيرتشوك على أن المشروع يحمل أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، كونه يوفر منصة متقدمة للتعاون الاستثماري والصناعي، ويتيح فرصاً واسعة لخلق وظائف جديدة وتعزيز سلاسل التوريد الموجهة نحو الأسواق العالمية، خصوصاً أسواق الجنوب العالمي.

وتتميّز المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بكونها مركزاً محورياً في التجارة العالمية، إذ تضم ستة موانئ بحرية تمثل نحو 20% من حجم تجارة الحاويات العالمية و10% من إجمالي حركة التجارة البحرية. كما تحتوي على أربع مناطق صناعية متكاملة تتصل بشبكات كهرباء، وطرق سريعة، وخطوط سكك حديد، فضلاً عن قربها من موانئ حديثة للبضائع والحاويات.

وخلال المؤتمر المخصص لمتابعة المشروع، دعا أوفيرتشوك مجتمع الأعمال الروسي إلى استغلال المزايا الجمركية والضريبية التي توفرها المنطقة الاقتصادية، باعتبارها بوابة رئيسية نحو إفريقيا، مؤكداً أن هذا التعاون يمثل خطوة نوعية نحو بناء شراكة طويلة الأمد بين موسكو والقاهرة في مجالات الاقتصاد والصناعة والطاقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق