محلّل سياسي: حفتر يزور باريس تحت يافطة مشتركة لمقاومة الإرهاب
باريس-فرنسا-10-3-2020 زهور المشرقي
تسعى فرنسا إلى الإنخراط مجدّدا في الشأن الليبي كوسيط لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ مايعرف بأحداث 2011، وسيطرة المليشيات الإرهابية المتطرفة التابعة على العاصمة طرابلس مادفع الجيش الوطني الليبي إلى إعلان ساعة الصفر لتحريرها ودحر التطرف والقضاء على الجماعات الإرهابية المتغلغلة المدعومة من جماعة الإسلام السياسي في هذا البلد وفي المنطقة.
وكانت فرنسا قد نظّمت ‘مؤتمر باريس’ حول ليبيا في مايو 2018، لوضع خارطة طريق لتنظيم الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية، إلا أنه فشل في تحقيق مخرجاته،بسبب أجندة الميليشيات وتدخلات خارجية. يذكر أن ليبيا تشهد منذ 12 يناير الماضي هدنة، لكن تخللتها خروقات مستمرة من قبل ميليشيات حكومة الوفاق التي استقوت بمرتزقة أردوغان وضباطه.
من جانب آخر، يتقدم الجيش الوطني في مهمته الساعية إلى تخليص المدينة من قبضة الجماعات المسلحة..
وباتت الخريطة تظهر اليوم سيطرة الجيش الليبي على أكثر من 90 في المائة من مساحة البلاد، حيث نجحت الوحدات في تحرير مدينة سرت الإستراتيجية، وبعدها البلدات الواقعة جنوب شرقي مدينة مصراتة ولم يبق للمليشيات الموالية لحكومة السراج سوى بعض المدن المنحصرة في شمال غربي البلاد،في حين بات الجيش الليبي على تخوم العاصمة ويسيطر على عدة مواقع بها، وأهمها مطار طرابلس العالمي.
يشار أيضا إلى أن أغلب منشآت النفط والموانئ تقع تحت سيطرة الجيش وأهمها الهلال النفطي الممتد من الزويتينة شرقا إلى السدرة غربا على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وأجرى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي زيارة إلى فرنسا، بدعوة رسمية من ماكرون، للتباحث في آخر مستجدات مكافحة الإرهاب وملف الهجرة غير النظامية.
وفي حديث مع صحيفة(استراتيجيا نيوز) ، قال الباحث السياسي والكاتب أحمد عطا ، إن فرنسا تُعتبر أهم حليف للجيش الوطني الليبي داخل القارة البيضاء العجوز – ولهذا تحمل زيارة المشير حفتر إلى باريس رسائل مختلفة ودلالات كثيرة، أهمها أن فرنسا تقف مع الجيش الوطني الليبي في استعادة ليبيا من ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة تركيا،ويؤكد ذلك، تصريح ماكرون عقب الزيارة عندما قال: إن فرنسا تدعم الجيش الوطني الليبي في مواجهة الإرهاب.ومعني ذلك أن فرنسا تقف بشكل مباشر في صفوف المشير خليفة حفتر لمواجهة مليشيات أنقرة.
وأضاف عطا، “لهذا نجد أن الرئيس التركي يكره ويرفض الدعم الفرنسي القوي للجيش الوطني بقيادة حفتر – ولكن هناك أسباب أخرى سبق أن أشرت إليها على شاشة( قناة الغد) الإخبارية، وهي أن أنقرة حصلت علي شحنة من القنابل الموجهة بالليزر من شرق أوروبا ونقلتها خلال مؤتمر برلين إلى طرابلس إلى جانب طائرات مسيرة من طراز ( بيرقدار )، وهذة النوعية من الطائرات تستطيع أن توجه هذه القناديل باتجاه التمركزات العسكرية للجيش الوطني الليبي الذي حصل بدوره على معلومات كاملة تتعلق بهذه النوعية من القنابل والقذائف المحمولة التي نقلتها أنقرة من أوكرانيا إلى طرابلس.
وتابع المحلل والباحث السياسيّ قوله: “فما كان من الجيش الوطني الليبي إلا أن وجه ضربات نوعية هي الأقوى من نوعها لمخازن الذخيرة في قاعدة معيتيقة الجوية، كما تمكن من إسقاط سبع طائرات مسيرة حتى وصل عددها إلى 40 طائرة”، زيارة حفتر هي زيارة عسكرية وليست سياسية، تتعلق بالحصول دعم تسليحي فرنسي لمواجهة القنابل الموجهة الأوكرانية التي أرسلتها أنقرة لدعم المليشيات بإشراف ضباط أتراك.