محلل سياسي: مخرجات مؤتمر برلين لن تحلّ الأزمة في ليبيا
القاهرة-مصر-20-1-2020 زهور المشرقي
أسدل الستار أمس الأحد على مؤتمر برلين الذي احتضنته العاصمة الألمانية واجتمع فيه زعماء العالم والقوى الكبرى المؤثرة . وشدد المؤتمر على أهمية وقف إطلاق النار في ليبيا والتأكيد على ضرورة الحل السلمي الذي يجتمع فيه مختلف الفرقاء.
واتفق المشاركون في المؤتمرعلى احترام قرار الأمم المتحدة بحظر نقل الأسلحة إلى ليبيا. جاء ذلك في كلمة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في مؤتمر صحفي، عقب انتهاء مؤتمر برلين. وتعليقا على المؤتمر، قال محمد حميدة، الباحث المختص في الشأن الليبي في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز)، اليوم الإثنين ، إن مؤتمر برلين ربما لم يختلف عن المؤتمرات السابقة في الجوهر، خاصة في ما يتعلق بالتشديد على حظر توريد الأسلحة والحث على عدم التدخل في شؤون ليبيا الداخلية وعدم دعم الأطراف، لكنه لم يحدد ما الذي قد يترتب على خرق هذه الإلتزامات خاصة أنها ليست بالجديدة واخترقت أكثر من مرة بالفعل ولم ولن تطبق أي عقوبات على الأطراف المتورطة في نقل الأسلحة وخفض نقل الإرهابيين الى هناك .
وأفاد حميدة، بأن مؤتمر برلين قد يحافظ مؤقتا على وقف إطلاق النار، ودفع الأطراف إلى عملية سياسية وبذلك يكون حقق ما عقد من أجله، وهو استعادة العملية السياسية مرة أخرى، إلا أن هذه النتائج التي خرج بها المؤتمر لن تسهم في أي حل للأوضاع على الأرض، خاصة أن الخلافات بين الأطراف الليبية باتت أوسع،لافتا إلى أن تركيا لن تلتزم بوقف إرسال المعدات العسكرية والجماعات إلى هناك وبذلك قد تصبح كل التوصيات والعدم سواء، وتكون الهدنة مجرد فترة لالتقاط الأنفاس والعودة إلى الإشتباكات مرة أخرى،وفق قوله ..
ويرى المختص في الشأن الليبي، أن الحديث عن توحيد المؤسسة العسكرية ودمج التكتلات العسكرية والمليشيات فيها، غير ممكن ولم ينجح في أي تجارب سابقة في دول أخرى، برغم الإشارة إلى التخوفات من توطين الجماعات الإرهابية في ليبيا، وكان يجب التشديد على خطر تنامي هذه الجماعات في منطقة الساحل والصحراء وما يمكن أن يترتب على نقل مئات العناصر إلى المنطقة التي ستشكل أزمة كبيرة في السنوات المقبلة. .
وختم بالقول، “في كل الأحول يمكن اعتبار اجتماع برلين خطوةً للدفع نحو الحل السياسي الذي لن يكون إلا من خلال حل المعضلة الأمنية في ليبيا أولا، وهي عملية تحتاج لخطوات مغايرة غير تلك الإجتماعات”.
وكان مؤتمر برلين حول ليبيا، قد انعقد أمس الأحد، بمشاركة 12 دولة هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو، و4 منظمات دولية وإقليمية هي الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
ويشن الجيش الوطني الليبي منذ الرابع من أبريل الماضي، هجوما لاسترجاع العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية المسلحة بحماية من جماعة الإسلام السياسي في المنطقة وخاصة في تركيا.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وسياسية، منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في عام 2011.