قسم الأخبار الدولية 07/11/2025

قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد جلسة طارئة لبحث الوضع المأساوي في مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، بعد تقارير أممية تحدثت عن عمليات قتل جماعي رافقت سيطرة «قوات الدعم السريع» على المدينة، ما أثار قلقاً دولياً متزايداً من احتمال وقوع انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.

وجاءت الدعوة إلى الجلسة عقب مبادرة قادتها بريطانيا وألمانيا والنرويج وآيرلندا وهولندا، حظيت بتأييد أكثر من 50 دولة، من بينها ثلث أعضاء المجلس ممن يملكون حق التصويت. ومن المقرر أن تُعقد الجلسة في 14 نوفمبر الجاري أو بعده بقليل. وتُعد سيطرة «الدعم السريع» على الفاشر نقطة تحول خطيرة في مسار الحرب السودانية المستمرة منذ أبريل 2023، إذ منحتها نفوذاً على أكثر من ربع مساحة البلاد.

في الأثناء، شهدت ولايات كردفان تصعيداً دامياً جديداً، إذ قُتل عشرات المدنيين في قصف بطائرة مسيّرة استهدفت أحياء في مدينة الفولة، وسط تضارب الروايات بين الجيش و«الدعم السريع» بشأن هوية المنفذين. كما أعلنت «الدعم السريع» إسقاط طائرة نقل عسكرية روسية الصنع من طراز «إليوشن» في سماء بابنوسة، ما عمّق حالة التوتر الميداني.

سياسياً، دفعت نحو 200 شخصية مدنية سودانية بمذكرة إلى «الرباعية الدولية» (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) تطالب بتفعيل خريطة الطريق التي طرحتها في سبتمبر الماضي، وتبنّيها من مجلسي الأمن الدولي والسلم والأمن الأفريقي لإصدار قرارات ملزمة بحماية المدنيين وفرض هدنة إنسانية شاملة.

وفي بورتسودان، تداولت مصادر حكومية أنباء عن اجتماع مرتقب لـ«مجلس الأمن والدفاع» لبحث الموقف من هدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر، في وقت أكد فيه مسؤول أميركي أن طرفي الصراع أبديا استعداداً أولياً لمناقشة الترتيبات الفنية لوقف إطلاق النار.

ويأتي هذا الحراك الأممي والدولي في ظل تحذيرات منظمات الإغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور وكردفان، حيث يواجه المدنيون أوضاعاً مأساوية مع استمرار القتال وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، ما جعل السودان على أعتاب واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث.