“ماهو الهدف الإستراتيجي الأكبر لإسرائيل في سوريا ؟”

فاتن جباري -قسم البحوث والدراسات 17/07/2025
تقديم :
حظيت الأحداث في سوريا باهتمام كتاب الرأي حول العالم، الصحافة الدولية كان لها رأي فيما يحدث على الساحة وفي الشرق الأوسط ففي أخطر سلسلة تصعيدات متتالية عاشتها سوريا خلال الساعات الماضية، وسط قصف إسرائيلي استهدف قصر الرئاسة السورية ووزارة الدفاع ومبنى رئاسة الأركان العامة في دمشق.

مجلة “نيوستيتسمان البريطانية”، والتي نشرت مقالا بعنوان: “حسابات إسرائيل في سوريا” قالت إن إسرائيل ربّما تبرّر اختراقها الأخير لسوريا بأنه “عملية إنسانية من وراء قناع الحرب”؛ ففي إسرائيل يعيش حوالي 150 ألف دُرزي، متمركزين في الشمال. ويمثّل الدروز نحو 1.6 في المئة من إجمالي تعداد إسرائيل، كما أنهم يعتبرون مواطنين مخلصين يخضع شبابهم للتجنيد العسكري.
لكن الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل واضح، وهو يتمثل في استغلال ضَعف النظام السوري الجديد لفَرض منطقة أمنية منزوعة السلاح في الجنوب السوري لا وجود فيها لقوات مسلحة سورية، بما يطلق يدَ إسرائيل.”ثم وقعتْ صدامات السويداء، ليمضي نتنياهو قُدماً في تنفيذ هذه الاستراتيجية”، بحسب الباحثين، لا سيما وأنه يقدّم نفسه بوصفه “حامي الدروز”.

و يمكن تعقُّب هذه الاستراتيجية الإسرائيلية المتشددة منذ سقوط نظام الأسد، حين سارعتْ إسرائيل بضرب مئات الأهداف العسكرية السورية بينما السوريون يتخبّطون، وسرعان ما عبر الجيش الإسرائيلي الخط الحدودي مع سوريا الذي حددّته الأمم المتحدة في عام 1974، متوغلاً في الأراضي السورية.
وتؤمن إسرائيل، بحسب الباحثَين، بأنّ الأوضاع الإقليمية الراهنة مواتية لتنفيذ استراتيجيتها في سوريا؛ في ظل تراجُع النفوذ الإيراني، وسقوط النظام المحالف لإيران في دمشق، واستغراق النظام السوري الجديد في دوامة من التحديات العسكرية والاقتصادية والطائفية.
وعليه، فإن التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، لم يكن بدافعٍ إنسانيّ قط، وإنما جاء في إطار استراتيجية قائمة على أساس الواقع السياسي بهدف السيطرة على جارتها الشمالية – سورياو إسرائيل يمكن أن تساعد في إبرام اتفاق بين الدروز والحكومة المركزية السورية، يكون قائماً على أساس الحُكم الذاتي، أمّا بخلاف ذلك، فقد تترك إسرائيل للسوريين حَلّ مشاكلهم بأنفسهم.
يؤكّد الضَعف السوري على عُلوّ اليد الإسرائيلية في الوقت الراهن، لكنه يُجذّر لعدوانٍ ولتهديد أمني مستقبليّ من الجارة الشمالية.فبعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، من الصعب أن نرى إسرائيل تتراجع في تنفيذ استراتيجيها الراهنة وهي استراتيجية لا مكان فيها للدبلوماسية.