ماكرون:روسيا وتركيا تعملان على تأليب المشاعر المعادية لفرنسا في إفريقيا
باريس-فرنسا-21-11-2020
دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دبلوماسيته في إفريقيا في حوار نشرته أمس الجمعة مجلة “جون أفريك” الفرنسية، مديناً “استراتيجية” روسيا وتركيا لتأليب المشاعر المعادية لفرنسا في القارة.
وقال ماكرون “أظن أنه يجب أن توجد علاقة حب بين فرنسا وإفريقيا”، داعيا إلى إقامة “علاقة متكافئة وشراكة حقيقية”.
وأشار الرئيس الفرنسي أنه لتحقيق ذلك ” يجب ألآّ نكون سجناء الماضي”، لاسيما الـ “محرمات” التي تعود إلى حقبة الإستعمار.
وأضاف ماكرون “هناك استراتيجية يتم اتباعها، ينفذها أحيانا قادة أفارقة، لكن بشكل أساسي قوى أجنبية مثل روسيا وتركيا، تلعب على وتر نقمة ما بعد حقبة الإستعمار” في الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية التي شهدت مؤخرا تظاهرات محدودة ضد إعادة نشر مجلة “شارلي إيبدو” رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.
وقال ماكرون في هذا الصدد ” يجب ألآّ نكون سذجا، فالعديد من الذين يرفعون أصواتهم ويصورون مقاطع فيديو والحاضرين في وسائل الإعلام الفرنكوفونية يرتشون من روسيا أو تركيا”.
وتحاول هاتان الدولتان، إضافة إلى الصين، تعزيز نفوذهما على حساب القوى الغربية في إفريقيا، سعيا وراء مواردها الطبيعية.
وردا على سؤال المجلة حول إعادة انتخاب الرئيسين العاجي الحسن واتارا (78 عاما) والغيني ألفا كوندي (82 عاما)، في حدثين أثارا اضطرابات في البلدين، شدد الرئيس الفرنسي على أن “فرنسا لا تعطي دروسا”.
وأبدى تفهما في حالة واتارا، إذ اعتبر أنه “ترشح بدافع الواجب” ودعاه إلى “القيام بمبادرات انفتاح”، في حين خلفت الأزمة الانتخابية 85 قتيلا خلال ثلاثة أشهر في ساحل العاج.
في المقابل اتهم ألفا كوندي بـ”تنظيم استفتاء وتغيير الدستور فقط من أجل البقاء في السلطة”. لذلك “لم أوجه له حتى الآن رسالة تهنئة”، مقدرا أن الوضع في غينيا “خطير”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن الوضع في البلدين يعكس “الفشل النسبي في تجديد الأجيال” في العالم السياسي بإفريقيا، القارة الأكثر شبابا.
من ناحية أخرى، أشاد ماكرون بنظيره الرواندي بول كاغامي الذي “ساهم كثيرا في تلطيف الخطاب السياسي الرواندي تجاه فرنسا في الأعوام الأخيرة”.
وبالنسبة للجزائر قال الرئيس الفرنسي إنه “سيفعل كل ما في وسعه” من أجل “مساعدة” الرئيس عبد المجيد تبون على “إنجاح” التغيير الذي بدأ عام 2019 مع الحراك الإحتجاجي الشعبي.
عند سؤاله عن موقفه إزاء “تحدي الذاكرة” الذي تطرحه حرب الجزائر، أكد الرئيس الفرنسي أن المهم هو “القيام بعمل تأريخي ومصالحة الذاكرتين” لا “تقديم الإعتذارات”.
أما في ما يخص منطقة الساحل، فقد كشف ماكرون أنه “خلال الأشهر المقبلة ستتخذ إجراءات لتقييم عملية برخان” التي يشارك فيها 5 آلاف عنصر عسكري فرنسي.
وكرر معارضة فرنسا الكلية للتفاوض مع الجهاديين في ظل تداول المسألة في المنطقة، خاصة في مالي. وقال “مع الإرهابيين، لا نتباحث.. نقاتل”.