ماذا وراء إرسال 2500 متطرف تونسي إلى حدود بلادهم؟
طرابلس-ليبيا-18-8-2020
توقف عديد المراقبين والساسة في الغرب والشرق أمام موجة الهستيريا العدوانية التي انتابت الرئيس التركي أردوغان ضاربا عرض الحائط بالقوانين الدولية،حيث بدا يتصرف كقرصان وليس كرئيس دولة،بتجنيد المرتزقة والتدخل في شؤون الدول وممارسة سياسة الغطرسة والإبتزاز. كما توقف هؤلاء المراقبون أمام إقدام المخابرات التركية على نقل ما يزيد على 2500 متطرف تونسي من سوريا إلى ليبيا،حسب ما أفاد بذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهنا يصبح السؤال منطقيا جدا عن سبب اتجاه النظام التركي نحو جنسيات آخرى من المرتزقة بخلاف السوريين وإرسالهم إلى ليبيا .. تونس كانت ضمن الدول الأكثر تصديرًا للمتطرفين إلى سوريا في الفترة من 2011 وحتى 2015، إذ تشير إحصاءات الأمم المتحدة في 2015، إلى أن عدد التونسيين الملتحقين بصفوف الإرهاب بسوريا بلغ 5500 تونسي، فيما قدرهم وفد إعلامي وحقوقي تونسي زار دمشق منتصف 2015، بحوالي 8000 تونسي في صفوف الفصائل المتطرفة بسوريا. ويعتبر الباحث المتخصص في الشأن التركي، مصطفى صلاح، أن الإستعانة بعناصر مأجورة تنتمي إلى منطقة المغرب العربي للمشاركة في معارك ليبيا قد يعني أن تركيا ترغب فيما هو أبعد من مجرد دعم حكومة “الوفاق” بطرابلس. وذكر أن تركيا قد يكون لها مطامع لتكوين قاعدة لفصائل مسلحة بمنطقة المغرب العربي، مدعمًا رأيه بأن العادة جرت على أن تكوين القواعد للجماعات المتطرفة يعتمد في مراحله الأولى على إقامة علاقات اجتماعية مع السكان الأصليين للمناطق المستهدفة أو استغلال علاقات المصاهرة والنسب، معتبرًا أن المأجورين التونسيين تتوافر فيهم هذه الصفات، إذ يحملون ثقافة قريبة من سكان ليبيا وقادمون من مجتمع يشبه المجتمع الليبي، ما يعني إنهم قد يكونون نواة لتشكيلات عسكرية كبيرة في المستقبل. ولفت صلاح إلى أن دول المغرب العربي لديها تخوفات من هذه السيناريوهات.
