أخبار العالمإفريقيا

ماذ وراء عودة أمريكا إلى الإهتمام بالملف الليبي؟

نيويورك-الأمم المتحدة-22 مايو 2021


أطلقت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة،ليندا توماس غرينفيلد، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي،مساء أمس الجمعة، تحذيرات بشأن الأوضاع في ليبيا والمعرقلين المحتملين لإجراء الانتخابات في ليبيا وضرورة إخراج المرتزقة.

عديد المحللين تفاعلوا مع تصريحات المندوبة الأمريكية في لقاءات مع”العين الإخبارية”.. وفي هذا الصدد، قال مختار الجدال المحلل السياسي الليبي، إن واشنطن جادة في تهديداتها بحق المعرقلين المحتملين لإجراء الانتخابات في ليبيا، إلا أنه تساءل: هل تستطيع ليبيا إقامة انتخابات إذا ما استمر الوضع الحالي؟
وأشار إلى أن هناك 5 عقبات تقف الآن حجر عثرة أمام الانتخابات، وهي: القاعدة الدستورية المنظمة لها، والمصالحة الوطنية التي لم يتخذ في شأنها أي إجراء، وعودة المهجرين والنازحين، وانتشار الفوضى الأمنية بسيطرة الميليشيات، بالإضافة إلى وجود المرتزقة.

ورغم تأكيده على صعوبة توافق الليبيين على تجاوز تلك الصعاب، إلا أنه اشترط أن يتفق المجتمع الدولي على إخراج المرتزقة وحل الميليشيات وجمع سلاحها، وهو ما يحتاج إلى وقت لإنجازه.
وحذر من إجراء الإنتخابات في وجود ميليشيات تسيطر على مراكز الإقتراع، ما يعرض العملية الإنتخابية للتشكيك في مصداقيتها، وسيحرم المرشحين من فرص متكافئة للإتصال بناخبيهم.

وأكد المحلل السياسي الليبي، أن المشروع الوحيد المهم الآن الذي يجب أن تدفع به القوة الوطنية هو مشروع المصالحة الوطنية، لأنها الوسيلة الوحيدة لخروج القوات الأجنبية بدون استثناء، ومن خلالها يمكن تفكيك الميليشيات وجمع السلاح الذي هو موجه ضد الليبيين والسبب الأساسي لفقدان السيادة.
من جانبه قال عضو المؤتمر الوطني المنتهية ولايته عبدالمنعم اليسير، إن الولايات المتحدة تبدي اهتماما كبيرا بليبيا، مندفعة من تخوفات لديها في أن تجد روسيا موقعا في ليبيا، فضلا عن التمدد التركي ومحاولة أردوغان لتغيير خارطة النفوذ في المنطقة.
وأوضح اليسير، أن الولايات المتحدة تريد أن تحافظ على نفوذها في المنطقة بأقل التكاليف الممكنة، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن نتوقع أن تكون الولايات المتحدة جادة 100% في التهديدات التي توجهها.

بدوره، قال القانوني الليبي الدكتور راقي المسماري،إنه على مدى السنوات السابقة، ترك الأوروبيون الأزمة الليبية في حالة فراغ نتيجة التسابق الإيطالي الفرنسي ، ما سهل مهمة تركيا في الدخول إلى ليبيا.

وأوضح أن أمريكا ترامب كانت “فوضوية” إلى حد كبير، خاصة في مسائل السياسة الخارجية وعلى رأسها الملف الليبي، إلا أن أمريكا الحالية لها سياسات واضحة ومعلنة في عديد الملفات الدولية، وبينها الملف الليبي الذي وجدته في حالة فراغ دولي وتوجس وشك ناتجين عن حالة الاستقطاب الإقليمي الحاد، ما دفعها إلى محاولة تعبئة هذا الفراغ من خلال ثلاثة تحركات.

وأشار إلى أن التحركات الأمريكية المقبلة في ليبيا، ستكون على ثلاثة محاور، إخراج الروس والأتراك، والقرب من كواليس الداخل الليبي، وفرض إجراء الانتخابات لتتمكن من الاستحواذ على السلطة القادمة.
وأكد “جدية” أمريكا في مسألة إجراء الانتخابات، لأن ترويكا السلطة الحالية في ليبيا لها انتماءات إقليمية وربما أوروبية، متوقعًا أن تأتي الانتخابات بسلطة جديدة تكون مدينة للولايات المتحدة بالوصول إلى سدة الحكم.

وتوقع بعض العراقيل التشريعية التي تتعلق بسن القوانين اللازمة لإجراء العملية الانتخابية، إلا أنه أكد إمكانية تجاوزها عبر الضغط الأمريكي على اطراف السلطة الحالية والتمسك برئيس المفوضية الحالي وحث ملتقى الحوار على إنجاز القاعدة الدستورية المطروحة أمامه حاليا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق