ما حقيقة استعداد الناتو لحرب مباشرة مع روسيا؟
إعداد قسم البحوث والدراسات الأمنية والعسكرية وقسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية
تونس 03-04-2024
تقديم:
يواصل حلف شمال الأطلسي “ناتو” أضخم مناوراته العسكرية منذ الحرب الباردة، حيث يختبر الحلف استعداده لموجهة روسيا والتحرك الجماعي خلال أزمة عسكرية كبرى.
وانطلقت مناورات “المدافع الصامد” بمشاركة 90 ألف جندي من جميع الدول الأعضاء الـ31 وكذلك السويد، التي حصلت مؤخرا على موافقة نهائية للانضمام للحلف. وتأتي هذه المناورات في سياق توتر مستمر مع روسيا بسبب الحرب التي تشنها على أوكرانيا منذ عامين.
وتجري المرحلة الحالية من التدريبات، والتي سميت عملية “دراغون 24″، في كورزنيو ببولندا بمشاركة نحو 20 ألف جندي من 9 دول أعضاء في الحلف، بينهم 15 ألف جندي بولندي.
يشار إلى أن اصطفاف الدول الغربية والمنضوية ضمن الناتو بقوة مع كييف ودعمها بالسلاح والعتاد منذ عامين ضد القوات الروسية، فاقم من التوتر الروسي تجاه هذا الحلف الذي طالما اتهمته روسيا بنيته التوسع والزحف نحو حدودها، ما تعتبره خطاً أحمر واختراقا لأمنها القومي.
مناورات عسكرية واختبارات استعداد مواجهة روسيا؟
وثيقة سرية لوزارة الدفاع الألمانية تشرح تفاصيل هذا الصراع المحتمل:
حيث قال تقرير، كتبه الخبير العسكري الروسي المتقاعد العميد ميخائيل خودارينوك، إن الوثيقة الألمانية تصف تصرفات روسيا والغرب شهرا بعد شهر، والتي بلغت ذروتها بنشر مئات الآلاف من جنود التحالف على الجانب الشرقي مما ينذر باندلاع حتمي للحرب صيف عام 2025.
هذا ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف قوله “إن أحدث مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو تبدو وكأنها تدريب على مواجهة مسلحة مع روسيا”.
باتروشيف، وهو الحليف الكبير للرئيس فلاديمير بوتين قال إن التدريبات التي من المقرر أن تستمر حتى 14 أفريل الجاري، تزعزع الاستقرار وتثير التوترات.
ويذكر أن نحو 20 ألف جندي من 13 دولة عضوة في الناتو اليوم بدؤوا اليوم مناورات كبيرة في أقصى شمال النرويج للدفاع ضد هجوم افتراضي على أراضي الحلف. كما يشارك في المناورات حوالي 1500 رجل وامرأة من القوات المسلحة الألمانية بتدريب قتالي يسمى “استجابة الشمال 2024″ في بلدة ألتا شمال النرويج حيث، يتأهب الجنود لشن هجوم مضاد من منطقة ألتا للاستيلاء على المناطق الواقعة إلى الجنوب “التي تحتلها روسيا بالفعل”.
وتنشر دول حلف الناتو مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة للتدريب، بما في ذلك طائرات وقوات بحرية مزودة بفرقاطات وغواصات.
وكان الناتو قد أجرى مناورة تسمى بـ”التنين 24″ بمدينة كورزينيو البولندية ضمن إطار مناورات “المدافع الصامد”.
استفزاز وحرب شاملة
“ألكسندر غروشكو” نائب وزير الخارجية الروسي، اعتبر بحديث لوكالة الأنباء الروسية أن نطاق مناورات حلف الناتو في 2024 يشكل “عودة نهائية لا رجعة فيها” من الحلف لمخططات الحرب، حيث يتم تجهيز وإعداد عملية التخطيط الحربي والموارد والبنية التحتية لمواجهة مع بلاده.
واصفا مناورات الناتو قرب الحدود الروسية بـ”الاستفزازية”، مؤكدا أن روسيا تراقب المناورات في حال حدوث أي نوع من أنواع “الحوادث العسكرية”.
من جانبه، حذر رئيس الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة بالجيش الروسي فلاديمير زارودنيتسكي من تحول الصراع في أوكرانيا إلى “حرب شاملة في أوروبا”، معتبرا أن احتمال تورط القوات الروسية في صراع جديد يتزايد “بشكل كبير”.
وتحت عنوان “الفكر العسكري” كتب زارودنيتسكي الذي يحمل رتبة فريق أول مقالا نشرته وزارة الدفاع الروسية جاء فيه “لا يمكن استبعاد احتمال تطور الصراع في أوكرانيا من خلال زيادة القوات المقاتلة بالوكالة في المواجهة العسكرية مع روسيا، وقد يصل الأمر إلى اندلاع حرب شاملة مع أوروبا”.
واعتبر القيادي العسكري أن المصدر الرئيسي للتهديدات العسكرية لبلاده هو “السياسة المناهضة لروسيا التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها، الذين يشنون نوعا جديدا من الحروب الهجينة بهدف إضعاف روسيا بكل الطرق الممكنة، وتقييد سيادتها وتدمير وحدة أراضيها”.
خلاصة:
يأخذ حلف شمال الأطلسي”الناتو” والدول الأعضاء داخلة التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد أوكرانيا على محمل الجد، وتحذر الاستخبارات الغربية من أن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية أصبح “مرتفع للغاية”.
وتعد أولويات حلف الناتو منذ بدء الأزمة الأوكرانية هو الاستعداد لأي مواجهة مباشرة مع روسيا خوفاً من أن يواجه الحلف أزمة كبيرة تتسبب في حرب أوسع وشاملة.