مؤتمر ميونيخ للأمن: تحذيرات من تحول الولايات المتحدة إلى “خطر عالمي” وسط تصاعد التوترات مع أوروبا
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/951738.jpeg.webp?resize=780%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 10-02-2025
شهد تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن، الصادر قبل انطلاق القمة السنوية يوم الجمعة، انتقادات حادة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ أشار إلى أن سياساته تجاه “الاستيلاء على الأراضي” تعكس تحول الولايات المتحدة من كونها “مرساة للاستقرار العالمي” إلى “خطر يجب التحوط ضده”، وفق ما نقلته صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وضع التقرير سياق المؤتمر في إطار التغيرات الجذرية التي يشهدها النظام العالمي، حيث بات العالم يتحول من نظام أحادي القطب بقيادة أميركية إلى نظام متعدد الأقطاب لا تهيمن عليه أيديولوجية واحدة. وتأتي هذه الرؤية في ظل توجه واشنطن نحو التخلي عن دورها التقليدي في الحفاظ على النظام الدولي الليبرالي، وهو ما يثير تساؤلات حول من سيملأ هذا الفراغ القيادي.
تحولات في السياسة الأميركية وأثرها على الاستقرار الدولي
منذ توليه منصبه، أثار ترمب الجدل باقتراحات غير تقليدية، مثل الاستحواذ على أراضٍ في غرينلاند وبنما، بل وضم كندا كولاية أميركية جديدة. ويشير التقرير إلى أن هذا التوجه يعكس رغبة واشنطن في إعادة صياغة أولوياتها الاستراتيجية بعيدًا عن الالتزامات العالمية التقليدية.
كما حذّر معدو التقرير من أن انسحاب الولايات المتحدة من دورها القيادي سيكون له تبعات خطيرة، لا تقتصر فقط على قضايا الحرب والسلام، بل تمتد إلى تعطيل “السلع العامة العالمية”، مثل حرية الملاحة، والتعامل مع التهديدات الأمنية والبيئية التي تواجه البشرية.
جدل حول الدور الأميركي في أوكرانيا والتوتر مع أوروبا
يتوقع أن يشهد المؤتمر نقاشات حادة بين وفد ترمب، بقيادة نائب الرئيس جيه دي فانس، والمسؤولين الأوروبيين، خصوصًا حول مستقبل الدور الأميركي في النزاع الأوكراني. ويرافق فانس في المؤتمر كل من وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ. ومن المرجح أن يُسأل الوفد الأميركي عن موقف واشنطن بشأن إنهاء الحرب، ومدى التزامها بدعم جهود الاستقرار الأوروبي في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار.
وبينما نفى كيلوغ أن لدى الولايات المتحدة خطة سلام جاهزة للكشف عنها، تتزايد الضغوط الأوروبية على إدارة ترمب لتكثيف الجهود في إضعاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أي محادثات سلام محتملة. كما يخشى القادة الأوروبيون من أن تقترن هذه المواقف بتوجهات ترمب التصعيدية، خاصة مع تهديده الأخير بفرض “رسوم جمركية متبادلة” على الاتحاد الأوروبي، مما يفاقم التوترات التجارية بين الجانبين.
مؤتمر ميونيخ.. منصة لصدام محتمل بين واشنطن وحلفائها
يُعد مؤتمر ميونيخ للأمن أحد أبرز المنتديات العالمية لمناقشة القضايا الأمنية الدولية، ويأتي هذا العام وسط تحديات كبرى، من بينها مستقبل النظام العالمي بعد تراجع الدور الأميركي، والتوتر بين الولايات المتحدة وأوروبا حول أوكرانيا، وتصاعد الاتجاه نحو عالم متعدد الأقطاب. وبينما يسعى القادة الأوروبيون للحصول على ضمانات من إدارة ترمب حول التزامها بمصالح الحلفاء، تبقى الشكوك قائمة حول ما إذا كانت واشنطن ستظل شريكًا موثوقًا أم أنها تتجه نحو نهج أكثر انعزالية وتنافسية.