ليبيا:تصفية الحسابات بمنطق العصابات
طرابلس ليبيا-31-8-2020
برز الصراع إلى العلن بين أركان”الوفاق” بشكل ينذر بمخاطر كبيرة على الوضع المتردي أصلا في العاصمة الليبية طرابلس.
وجاء الحراك الشعبي ليفضح منطق العصابات في السطو على مقدرات البلاد ويعري مزاعم “الدولة المدنية” التي تعتمد على الميليشيات الإجرامية المسلحة.
بعد أخبار الإنقلاب الذي تقول تقارير إن إيطاليا هي التي كشفته، ما دفع السراج إلى”إقالة”وزير الداخلية الميليشياوي باش آغا، عاد هذا الأخير مقتحما العاصمة الليبية، بعد زيارة إلى تركيا، في موكب ضخم، تحت حراسة ألف .
ميليشياوي من مدينة مصراتة(مسقط رأسه) الوضع الذي أثار تساؤلات بشأن حقيقة المتحكم في السلطة بطرابلس، في ظل حديث عن صراع متحدم بين رئيس الحكومة السراج وباش آغا.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام ليبية ورواد مواقع التواصل الإجتماعي موكبا ضخما للوزير المقال، الذي شق طريقه من مطار معتيقية إلى وسط طرابلس.
وكان الموكب يتكون من 300 آلية بعضها مزود بأسلحة ثقيلة وأخرى مضادة للطيران، مما يثير التساؤلات عن جدوى قرار الإقالة، في ظل تحكم الوزير بكل هذه القوة.
وذكرت صحيفة (المرصد) الليبية أن موكب باشاغا ضم أيضا سيارات التشويش على المتفجرات والكشف عنها، مشيرة إلى انسحاب ميليشيات طرابلس وقت مرور الموكب.
في خضم هذه الأحداث،أكد الدكتور محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب الليبي، أن تأجيل “التحقيق” مع فتحي باشاغا، تتطلبه مسرحية توقيفه.
وقال العباني، في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: “لا يعدو كونه تأجيلا للصراع الحتمي بين ميليشيات طرابلس ومصراتة”.
وكان “السراج” قد أصدر يوم الجمعة الماضي، قرارا بإيقاف باشاغا عن العمل وإحالته إلى”التحقيق” بشأن بياناته الصادرة بحق التظاهرات والإعتداء على المتظاهرين في طرابلس، وكلف وكيل داخلية الوفاق خالد مازن بتولي مهام الوزير، مع تكليف ما يسمى “القوة المشتركة” بفرض سيطرتها على العاصمة.
ونص السراج في قراره على إيقاف باشاغا عن العمل احتياطيا، ومثوله إلى التحقيق أمام “الرئاسي” في مدة أقصاها 72 ساعة من صدور القرار!
من يحقق مع من؟ ومن يقدر على ذلك في واقع سطوة الميليشيات المسلحة وتغولها؟
في منطق العصابات يوجد قانون واحد هو تصفية الخصم.