ليبيا تعزز قدراتها في إزالة الألغام ومخلفات الحروب عبر تدريب متخصص بمشاركة أممية ودولية

قسم الأخبار الدولية 11/11/2025
أنهى عدد من الفنيين العسكريين في غرب ليبيا دورة تدريبية متخصصة حول إزالة الألغام ومخلفات الحروب، في خطوة تعكس تنامي الجهود الوطنية والدولية لتقليص خطر المواد المتفجرة المنتشرة في مناطق واسعة من البلاد منذ أكثر من عقد.
ونُظمت الدورة، التي احتضنتها العاصمة طرابلس على مدى يومين، من قبل المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب بالتعاون مع مركز جنيف الدولي للأعمال الإنسانية، وبمشاركة ممثلين عن مبادرة 5+5 دفاع التي تضم ليبيا والجزائر والمغرب وتونس وإيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى فرق من الإدارة الهندسية العسكرية وعدد من المنظمات المحلية والدولية.
وهدفت الدورة إلى رفع كفاءة الفنيين في مجالات الكشف والإزالة الآمنة وتحسين إجراءات السلامة الميدانية، فضلاً عن توحيد المعايير وتنسيق الجهود بين المؤسسات الوطنية والشركاء الدوليين. وشملت المحاور التدريبية تعريف المشاركين بالمواصفات الدولية للتعامل مع الذخائر غير المنفجرة، ومراقبة الجودة، وضمان الالتزام بالمعايير الإنسانية في جميع مراحل العمل.
وتأتي هذه المبادرة في ظل استمرار معاناة ليبيا من تركة ثقيلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها سنوات من النزاعات والانقسامات، حيث أودت بحياة المئات وتسببت في تشريد أسر كثيرة، لا سيما في المناطق المتأثرة بالعمليات العسكرية السابقة مثل طرابلس ومصراتة وسرت.
من جانبها، أشادت فاطمة زريق، مديرة برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، بجهود المركز الليبي وشركائه الدوليين، مؤكدة أن عمليات التطهير الأخيرة أسهمت في تدمير نحو طنين من مخلفات الحرب في منطقة الكراريم بمصراتة، مما قلل من المخاطر التي تهدد حياة المدنيين.
وأضافت زريق أن هذه الجهود تمثل خطوة أساسية نحو تعزيز الأمن الإنساني، وتمكين المجتمعات المحلية من العيش في بيئة أكثر أماناً، مشيرة إلى أن المشروع الممول من الحكومة الإيطالية لتأهيل مواقع الحوادث ومخازن الذخيرة، يهدف إلى بناء قدرات وطنية مستدامة في مجال إدارة المتفجرات ومخلفات الحروب.
وتُعد هذه التدريبات جزءاً من خطة أوسع للأمم المتحدة لدعم ليبيا في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار، عبر تطوير القدرات المحلية وتمكين الأجهزة الأمنية والعسكرية من التعامل مع التهديدات المتفجرة بطرق احترافية، بما يرسخ مبدأ «الملكية الليبية» لعمليات نزع الألغام ويعزز فرص السلام الدائم في البلاد.



