أخبار العالمبحوث ودراسات

كيف وضّفت اسرائيل “شركات الاتصال العملاقة” في تحريض الرأي العام الغربي ضد غزة والتلاعب بقرارات الكونغرس الأمريكي؟

الإعلام والاتصال من بين أكثر مواطن التجسس توظيفا لعملاء الصهيونية العالمية… لقد استخدمت اسرائيل كل قدراتها في الحرب فوفقاً لما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية، نقلاً عن وثائق حصلت عليها، أعدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة النطاق قبل أشهر من أجل تشكيل الخطاب الأمريكي تجاه الحرب على غزة، لا سيما مع تصاعد العداء لإسرائيل واحتجاج الطلاب في جامعات أمريكية.

 تقرير الصحيفة أوضح أنه في نوفمبر الماضي جرى استدعاء وزير المساواة الاجتماعية الإسرائيلي،” عميحاي شيكلي” إلى الكنيست، “لإطلاع المشرعين على ما يمكن القيام به بشأن تصاعد العداء لإسرائيل”.

ليرد شيكلي قائلاً: “ذكرت ذلك من قبل، وسأقوله مرة أخرى الآن أعتقد أنه ينبغي علينا، وخاصة في الولايات المتحدة أن نكون في موقع الهجوم”.

لاحقا، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية وكذلك صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن وزارة شيكلي استخدمت شركات عملاقة للضغط سراً على المشرعين الأمريكيين.

صحيفة “الغارديان” أشارت في وثائقها الى شبهة تورط الوزير الصهيوني الذي أشرف على ما لا يقل عن 32 مليون شيكل، أو حوالي 8.6 مليون دولار تم إنفاقها على الدعوة الحكومية لإعادة “صياغة النقاش العام ضد غزة ” حيث سلطت  الضوء على برنامج الحكومة الإسرائيلية المعروف باسم “كيلا شلومو”، المصمَّم لتنفيذ ما سمته إسرائيل “أنشطة الوعي الجماهيري” التي تستهدف إلى حد كبير الولايات المتحدة و التأثير بالضغط على الرأي العام الامريكي.

شركة “كونسرت “Concert، المعروفة حالياً باسم أصوات إسرائيل، انخرطت في حملات مصممة لمواجهة تصاعد العداء لإسرائيل في الولايات المتحدة وبحسب الصحيفة فإن الأمر لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى تمكن معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، وهو إحدى مجموعات المناصرة الأمريكية التي تنسق بشكل وثيق مع “وزارة شيكلي”، من تحقيق نجاحات…

وفي جلسة استماع للكونغرس في ديسمبر عن معاداة السامية المزعومة بين الطلاب المتظاهرين المناهضين للحرب في غزة، استشهد العديد من المشرعين الجمهوريين في مجلس النواب صراحة بأبحاث معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة في استجواباتهم لرؤساء الجامعات. 

حيث انتهت جلسة الاستماع بمواجهة بين النائبة “إليز ستيفانيك” ورئيسة جامعة هارفارد آنذاك، “كلودين غاي”، التي تقدمت باستقالتها لاحقاً بعد موجة انتقادات.وواصل معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، في التأثير على تحركات الكونغرس من منطلق أن الاحتجاجات ضد إسرائيل مدفوعة بمعاداة السامية كما شارك في حملة تهدف لقوانين جديدة تعيد تعريف معاداة السامية، بما يجرم أشكالاً معينة من الخطاب الناقد لليهود وإسرائيل، وفق “الغارديان”.

ونفذت مجموعات أمريكية أخرى مرتبطة بشركة أصوات إسرائيل، مجموعة من المبادرات لتعزيز الدعم لإسرائيل. وإحدى هذه المجموعات هي المجلس الوطني “لتمكين السود”( (NBEC ومجموعة “سايبر ويل” CyberWell، وهي مجموعة مؤيدة لإسرائيل، قادت حملة لمكافحة التضليل الإعلامي انطلاقاً من تفاهمات بينها وشركة “ميتا–فايس بوك ” ومنصة تيك توك. وقد دعا تقرير حديث للمجموعة “ميتا”، المالكة لفيسبوك إلى مكافحة شعار “من النهر إلى البحر فلسطين ستتحرر”.

ذات الصحيفة أوضحت أن شركة “هيليل إنترناشيونال”، أحد مؤسسي شبكة تحالف إسرائيل وواحدة من أكبر مجموعات الجامعات اليهودية في العالم، أبلغت عن دعم مالي واستراتيجي من شركة “موزاييك يونايتد”، وهي شركة عامة تدعمها وزارة شيكلي. 

وبالتالي تمارس إسرائيل تركيز على مراقبة الخطاب الأمريكي بخصوص العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك خطاب الحرم الجامعي”.

تقرير “الغارديان” أشار أيضاً إلى أنه لم يتم تسجيل أي من المجموعات المذكورة في التقرير بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (VARA) الذي يلزم المجموعات التي تتلقى أموالاً أو توجيهات من دول أجنبية بتقديم تبريرات علنية إلى وزارة العدل الأمريكية.

بينما قالت “لارا فريدمان”، رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط: “هناك افتراض راسخ بأنه لا يوجد شيء غريب على الإطلاق، بالنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها مجالاً مفتوحاً لإسرائيل للعمل فيه وأنه لا توجد قيود في ذلك”.

ووفقا لمعطيات يعود تأسيس شركة “كونسرت” إلى عام 2017، تحديداً عندما قررت وزارة الشؤون الاستراتيجية تطوير برنامج للقيام بحملات سرية تهدف إلى تغيير الرأي العام، ولتوفير رد سريع ومنسق ضد محاولات تشويه صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم.

ينهي تقرير الصحيفة البريطانية بملاحظة جاءت على لسان ضابط المخابرات الإسرائيلي والذي تم تعيينه فيما بعد  “مسؤول الاتصال بشركة “كونسرت” في الحكومة الإسرائيلية ومديراً إدارياً لمعهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة.  

 حيث أدلى بشهادته أمام لجنة في الكنيست لمناقشة الرد المناسب على منتقدي إسرائيل قائلا” هذه لحظة تاريخية يجب علينا استغلالها لزيادة قوتنا، فيما يتعلق بتاريخ الشعب اليهودي ودولة إسرائيل” أي الكيان الصهيوني وفقا لتعبيره .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق