آسياأخبار العالمبحوث ودراسات

كيف نجحت الصين في تمرير “تعاونها العسكري” مع دول القارة السمراء وسحب البساط الأمريكي ؟

عرضت الصين  تقديم مساعدات عسكرية وتدريبات إضافية للدول الأفريقية في إطار سعيها إلى تعزيز علاقاتها الأمنية في مواجهة. التحديات المتعددة في القارة. وقدم الرئيس شي جين بينج هذا العرض ذوالذي يشمل مليار يوان (140.5 مليون دولار) كمساعدات عسكرية وتدريب لستة آلاف جندي وألف ضابط شرطة .

وخلال خطاب بمناسبة افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي (FOCAC) ستدعت بكين أيضًا 500 ضابط عسكري . شاب إلى الصين  للمشاركة في التدريبات والدوريات مع نظرائهم الأفارقة والمساعدة . في جهود إزالة الألغام، وهو مصدر قلق كبير لبعض البلدان بسبب الصراعات الماضية والمستمرة.

ولم يتم الإعلان بعد عن تفاصيل الحزمة والدول التي ستستفيد منها، لكن الالتزام تضمن تفاصيل أكثر من تلك التي تم التعهد . بها في قمة سابقة في عام 2021، والتي تضمنت عرضًا للمشاركة في مشاريع أمنية وتدريبات مشتركة لمكافحة الإرهاب وحفظ السلام.

الشراكة الصينية العسكرية مع الدول الأفريقية

لقد كثفت بيكين من مشاركتها العسكرية مع الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة في ظل تنافسها على النفوذ مع الولايات المتحدة. ففي العام الماضي، احتلت أفريقيا المرتبة الثانية بعد جنوب شرق آسيا من حيث عدد الاجتماعات “رفيعة المستوى” في دبلوماسيتها العسكرية

وفي الأشهر الأخيرة. شارك جيش التحرير الشعبي في سلسلة من التدريبات و المناورات مع الدول الأفريقية، بما في ذلك تدريبات مكافحة الإرهاب . مع تنزانيا وموزمبيق الشهر الماضي.

كما تجري الصين الأن مناورة بحرية مع موسكو وجنوب إفريقيا سواء بأفريقيا أو قبالة المحيطين الأطلسي والهادي

لطالما كانت الصين وجهة رئيسية للتدريب العسكري الأفريقي، بما في ذلك لمئات القادة الكبار المدربين في مؤسسات جيش التحرير الشعبي. كما كانت أكبر مورد للأسلحة إلى إفريقيا جنوب الصحراء بين عامي 2019 و 2023، حيث قدمت 19٪ من إجمالي واردات الأسلحة وتجاوزت روسيا بفارق ضئيل، والتي احتلت المركز الأول لفترة طويلة وشكلت 17٪ . من الواردات خلال هذه الفترة،

إن التركيز الصيني على القارة السمراء ي الأمد البعيد يعني أنها لا تنظر إلى القارة باعتبارها “مصدراً للموارد الاستراتيجية” فحسب. بل إنها تحاول أيضاً “بناء علاقات سياسية وعسكرية ودبلوماسية والاستماع إلى آراء ومصالح النخب الأفريقية التي لم تكن تشكل أولوية قصوى بالنسبة لمعظم الدول الغربية خصوصا منها المتحدة الأمريكية منبع الإستعمار

قاعدة بحرية صينية في افريقيا

وفي نهاية أوت 2024، تبرع جيش التحرير الشعبي الجزائري  بمجموعة جديدة من المعدات ــ مدافع الهاوتزر وملحقاتها . بشكل رئيسي لبنين، التي شهدت زيادة في الهجمات المسلحة كجزء من التمرد الأوسع نطاقا في مختلف أنحاء غرب أفريقيا.

كما تستضيف جيبوتي، في منطقة القرن الإفريقي  أول قاعدة بحرية صينية في الخارج، وتشارك السفن الحربية التابعة لجيش التحرير الشعبي. الصيني بانتظام في دوريات مكافحة القرصنة في خليج عدن والمياه قبالة الصومال.

إن الدعم العسكري لأفريقيا قد يكون جزءا من استخدام بكين لمبادرة الحزام والطريق للحصول على مزيد من السيطرة . والحضور في المناطق ذات الأهمية الجيوإقليمية الكبرى

في السنوات الأخيرة، زادت الصين مبيعاتها من المعدات العسكرية إلى مصر، بما في ذلك الطائرات المسيرة وأنظمة المراقبة المتقدمة بحسب تقرير نشره مركز أبحاث جيوبوليتيك مونيتور الأمريكي. أما الجزائر ومن خلال نفقاتها وطاقاتها العسكرية الكبيرة وأهميتها الجيوسياسية في المغرب العربي، فتعتبر شريكاً هاما للصين حيث تتمتعان بعلاقة عسكرية طويلة الأمد تشمل صفقات الأسلحة ونقل التكنولوجيا، كما حصلت الجزائر من الصين على أنظمة صواريخ ومركبات مدرعة وطائرات مسيرة أخيراً وفق ما كشف موقع « ديفينسا » الإسباني المتخصص في الشؤون العسكرية.

وفيما يتعلق بتونس وليبيا فإن التعاون العسكري محدود نسبيًا ولكنها يتوسع في سياق المبادرات الدبلوماسية الأوسع نطاقًا التي تقوم بها الصين في أفريقيا. كما أبدت الصين اهتماماً خاصاً بمسألة إعادة الإعمار في ليبيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعاون عسكري في المستقبل.

مناورات “وحدة السلام 2024” العسكرية المشتركة هي أحدى اهم مظاهر الرؤيا الجديدة التي تحمل رسالة من الصين ، بحيث ركزت على مكافحة الإرهاب بما في ذلك الدفاع عن الموانئ البحرية وتكتيكات الحرب على الإرهاب والصعود على متن السفن ومكافحة القرصنة والدوريات البحرية المشتركة، وذلك بهدف تعميق الثقة العسكرية المتبادلة والتعاون العملي بين جيوش الدول للحفاظ على السلام الإقليمي والدولي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق