كوريا الشمالية تدخل نادي “الردع النووي البحري” بغواصة استراتيجية ضخمة

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الامنية والعسكرية 25-12-2025

كشفت كوريا الشمالية النقاب عما وصفته بـ “أول غواصة نووية محلية الصنع”، مما يمثل تحولاً جذرياً في موازين القوى البحرية في شبه الجزيرة الكورية.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) أن الغواصة الاستراتيجية، التي تبلغ إزاحتها 8,700 طن، ظهرت خلال زيارة تفقدية أجراها الزعيم كيم جونغ أون إلى حوض “بونغداي” لبناء السفن. وتُصنف الغواصة الجديدة كمنصة هجومية مجهزة بصواريخ موجهة وتعمل بالطاقة النووية، ولا تزال حالياً في مراحل البناء النهائية.

رسائل سياسية حادة

وخلال جولته الميدانية التي شملت فحص “هيكل الضغط” والأنظمة الداخلية، وجه كيم انتقادات لاذعة للتحركات الأخيرة بين سيؤول وواشنطن. واعتبرت بيونغ يانغ أن خطط تطوير الغواصات النووية الكورية الجنوبية، التي حظيت بموافقة أمريكية، تمثل “عملاً هجومياً واستفزازاً صارخاً” يهدد سيادتها البحرية وأمنها القومي، مؤكدة أن تسليح البحرية نووياً بات “مهمة ملحة لا تقبل التأجيل” لمواجهة البيئة الأمنية المتدهورة.

تفوق تقني وتهديد عابر للقارات

وفي سياق التحليل الفني، يشير خبراء عسكريون إلى أن الغواصة الكورية الشمالية “8,700 طن” تتفوق بشكل كبير على مشاريع جارتها الجنوبية. فبينما تخطط سيؤول لبناء غواصات تعمل باليورانيوم منخفض التخصيب “20%” وتستخدم المفاعلات للدفع فقط بحلول عام 2035، يبدو أن بيونغ يانغ قد اعتمدت على يورانيوم عالي التخصيب “بنسبة تتجاوز 90%”.

هذا التوجه التقني يعني أن المفاعل لن يحتاج لإعادة التزود بالوقود طوال عمره التشغيلي، مما يمنح الغواصة قدرة غير محدودة على البقاء تحت الماء والتخفي.

وعلق “ليم إيول-تشول”، الخبير بمعهد دراسات الشرق الأقصى، قائلاً: “مشروع الغواصة النووية الذي أُعلن عنه في 2021 أصبح حقيقة ملموسة. لم تعد هذه الغواصات تهديداً افتراضياً، بل واقعاً استراتيجياً قادراً على ضرب العمق الأمريكي وليس فقط كوريا الجنوبية”

تسعى كوريا الشمالية من خلال هذه المنصة إلى الانتقال من “غواصات الديزل والكهرباء” التقليدية إلى أسطول نووي قادر على حمل صواريخ باليستية برؤوس نووية، مما يضمن لها “ضربة انتقامية” من أعماق البحار، ويعزز من سياسة الردع النووي التي تنتهجها.