أخبار العالم

كلام في الصميم

نشر الفيلسوف الروسي الكسندر دوغين، اليوم صباحا في صفحته في التلغرام، مقالة قال إنها لشخص آخر اسمه سوني تانغ، وكتبها الأخير على صفحته في منصة X.

بحثت عن صفحة سوني تانغ في منصة X ولم أعثر عليها، لهذا لدي شكوك أن دوغين ذاته هو صاحب هذه المقالة التي أترجمها كاملة في الأسفل:

كتب سوني تانغ في منصة X نصاً صحيحا للغاية جاء فيه:

ما يختبره الغرب في إيران، هو طريقة ما يسعى إليه، هو خريطة.

يعلم الغرب أنه لا يستطيع الانتصار في معركة نزيهة ولذلك، هو لا يقاتل بنزاهة.

إنه يتسلل من الداخل، يضرب من الظل، ويستخدم الوكلاء كي يستنزف الأمم إلى أن تنهار سيادتها من شدة الإرهاق.

وهذا أمر ليس جديدا.

الغرب إمبراطورية تُمارس هيمنتها عبر التسلل، لا عبر الغزو، الاغتيال بدل الحوار، صنع الانهيار عبر تآكل الضحية من الداخل.

أما دول الجنوب فتستمر في تكرار الخطأ نفسه: تظن أن ما يحدث أزمة يمكن السيطرة عليها، لا منظومة يجب تدميرها.

هنا ليس ثمة صراع هنا مفترس وفريسة.

وإذا لم تفهم الصين وروسيا والعالم الصاعد هذه المعادلة كاملة، فسيكونون هم التاليين على طاولة الجزّار، سيكونون كذلك ليس لأنهم ضعفاء، بل لأنهم ينهضون، النهوض هو جريمتهم.

إن ألم إيران هو الفصل التمهيدي، وقد كُتبت باقي الفصول سلفا، أوكرانيا هي بروفة لاختبار روسيا.

تايوان فتيل بطيء لإشعال الصين.

 وأفريقيا تُشعل قاعدة تلو الأخرى، انقلابا تلو الآخر، وعلم زائف بعد علم زائف آخر.

يشن الغرب حربا شاملة متواصلة، حتى حينما يسميها “سلاما”. ونحن نردّ بتردّد، حتى ونحن نسمّي ردنا “مقاومة”.

التحرر من الاستعمار مستحيل من دون قوة. لن يتوازن العالم عبر المؤتمرات والتصريحات والبيانات الصحفية.

سيتوازن عندما تكفّ إمبراطورية الغرب عن الشعور بالأمان في داخلها. عندما تشعر حدودها بما تشعر به حدودنا. عندما تكفّ مدنها عن أن تكون بمنأى عن العواقب الخطيرة.

وهذا لا يعني أن نصبح معتدين، بل يعني كسر الوهم بأن السلام يمكن أن يُستجدى من أولئك الذين يعتاشون على الحرب.

يجب استعادة تايوان، كييف وأوديسا يجب أن تكونا محميتين.

فلسطين يجب أن تُحرّر.

هذا ما يجب أن يحدث إنما ليس من أجل الفتوحات، بل من أجل التوازن، من أجل إنجاز الأمر، من أجل الحقيقة.

يجب أن يكفّ البريكس عن أن يكون منتدى مهذبا للتصريحات، وأن يصبح ما كان يجب أن يكونه منذ البداية: محور تصحيح، درعا حاميا للجنوب، مطرقة المستقبل، العمود الفقري للمقاومة العالمية.

إذا كان الغرب يشنّ حرباً هجينة، فيجب الرد عليها بانتفاضة هجينة: سياسية، اقتصادية، ثقافية، وعسكرية.

ليس على جبهة واحدة، بل على جميع الجبهات.

إذا سقطت إيران، فنحن على أبواب الحرب، أما إذا صمدت إيران، فسيرتد السحر على الساحر، ولهذا تحديدا الغرب  مذعور.

ولهذا هم يكذبون، ويخربون، ويصعّدون. ذلك أنهم وللمرة الأولى منذ أجيال، يشعرون أن العالم قد يفلت من بين أيديهم.

فليفلِت.

وإذا كانت الحرب العالمية هي ما يلزم لتحطيم العمود الفقري لإمبراطورية التغطرس الأبيض، فلتكن.

لأن الغرب إمبراطورية قامت على الأنفاس المسروقة، وانتهاك المعاهدات، والمقابر الجماعية. لهذا هي لا تستحق رفاهية الموت بسلام أثناء نومها.

ميدان المعركة في هذه المرة، لن يكون محصوراً في دول الجنوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق