كبير المشرعين الصينيين يزور روسيا ويلاقي بوتن ويحضر اجتماعا بشأن التعاون البرلماني
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 15-07-2024
تلبية لدعوة من فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس النواب الروسي (مجلس الدوما)، وفالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، أجرى تشاو له جي كبير المشرعين الصينيين زيارة رسمية ودية إلى روسيا في الفترة من 9 حتى 13 يوليو.
وخلال الزيارة، التقى تشاو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرج، وعقد محادثات مع ماتفيينكو وفولودين، على التوالي في موسكو، كما حضر الاجتماع التاسع لللجنة الروسية-الصينية للتعاون البرلماني، في موسكو يوم الأربعاء.
ونقل تشاو التحيات الودية والتمنيات الطيبة من الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرئيس بوتين.
وفي معرض إشارته إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا، لفت تشاو إلى أنه في إطار التوجيه الاستراتيجي من رئيسي البلدين، شهدت شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد تطورا على مستوى عالٍ وبجودة عالية، ما حقق منافع ملموسة للشعبين.
وفي معرض إشارته إلى لقاء جمع بين شي وبوتين قبل بضعة أيام في أستانا حيث توصل الجانبين خلاله إلى مجموعة من الاتفاقات الاستراتيجية، أعرب تشاو عن استعداد المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للعمل مع الجمعية الاتحادية الروسية لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين على المستوى التشريعي والإسهام في ترسيخ الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون العملي وتعزيز الصداقة بين الشعبين.
وطلب بوتين من تشاو نقل تحياته الودية إلى شي، مشيرا إلى أنه عقد مع شي مؤخرا اجتماعا ناجحا على هامش قمة منظمة شانغهاي للتعاون في أستانا، حيث تبادلا خلاله وجهات نظر متعمقة بشان عدد من القضايا المهمة التي تخص التعاون الثنائي، كما توصلا إلى توافق مهم.
وقال بوتين إن الهيئتين التشريعيتين في روسيا والصين لطالما حافظتا على مستوى عال من التعاون، ما يساعد في دفع قضايا التعاون الثنائي ذات الأولوية على المستوى التشريعي، وخلق بيئة مواتية على الصعيد الاقتصادي والثقافي والقانوني بغية تحقيق مختلف الأهداف.
وأشار إلى أن تعزيز عمل اللجنة الروسية-الصينية للتعاون البرلماني لا يؤدي فقط إلى تبادل الخبرات والتعلم والتفاهم على نحو متبادل وتعزيز التعاون بين البلدين على المستوى التشريعي ودون الوطني وفي مجالات أخرى، ولكنه يساعد أيضا في تعزيز الصداقة بين الشعبين.
وفي محادثاته مع ماتفيينكو وفولودين، قال تشاو إن التوجيه الاستراتيجي من جانب رئيسي الدولتين هو أكبر ميزة سياسية للعلاقات الصينية-الروسية.
ودعا الجانبين إلى ضرورة اتباع التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، والحفاظ على التركيز الاستراتيجي، وتعزيز الثقة في طريقهما، ودعم كل منهما الآخر بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية لكل منهما.
وتابع تشاو قائلا إن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني حافظ عبر سنوات على تبادل وتعاون وثيقين مع مجلس الاتحاد الروسي ومجلس الدوما الروسي، وهو ما أسهم في إثراء مفهوم التنسيق الاستراتيجي الثنائي على نحو مطرد، داعيا الهيئتين التشريعيتين في الجانبين إلى الارتكاز على مهامهم ومسؤولياتهم، والاستفادة الجيدة من الآليات والمنصات مثل اللجنة الصينية-الروسية للتعاون البرلماني ومجموعة الصداقة الثنائية، وتعميق التبادلات والتعاون على مستويات متعددة وفي مجالات متعددة ومن خلال قنوات متعددة، والتعلم من الخبرات التشريعية لبعضهما البعض، من أجل توفير ضمان سيادة القانون للتعاون العملي.
وأضاف تشاو أنه يتعين على الجانبين تعزيز التنسيق والتعاون في المنصات متعددة الأطراف، مثل آلية تعاون بريكس والاتحاد البرلماني الدولي ومنظمة شانغهاي للتعاون لحماية الإنصاف والعدالة الدوليين على نحو مشترك.
من جانبها، قالت ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي إنه في ظل التوجيه الاستراتيجي من رئيسي الدولتين، تعمل شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والصين في العصر الجديد على مستوى عالٍ، مضيفة أن تنمية العلاقات مع الصين تحظي بقبول ودعم من جانب المجتمع الروسي على نحو واسع.
ودعت ماتفيينكو المشرعين من البلدين إلى تعزيز التعاون في المجال التشريعي، وتعزيز التبادلات بين الهيئات التشريعية على المستوى دون الوطني وبين المشرعين الشباب ونواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، فضلا عن تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والتجارة والتبادلات الشعبية.
من جهته، قال فولودين رئيس مجلس الدوما الروسي إن مختلف الأطراف في المجلس تتفق إلى حد كبير على ضرورة تنمية العلاقات مع الصين، مشددا على أن روسيا تلتزم بشدة بمبدأ صين واحدة، وتعارض أي تدخل خارجي في شؤون الصين الداخلية.
ودعا فولودين البلدين إلى ابتكار وتحسين نموذج جديد للتعاون بين الهيئتين التشريعيتين، فضلا عن مواصلة العمل على الارتقاء بمستوى التعاون.
وفي كلمته أمام الاجتماع الـ9 للجنة الصينية-الروسية للتعاون البرلماني، قال تشاو إن اللجنة تعد منصة مهمة للتبادلات والتعاون بين الهيئتين التشريعيتين في البلدين، وهو ما يُظهر المستوى الرفيع والخصوصية اللتين تتمتع بهما العلاقات الصينية-الروسية.
وحث تشاو المجلسين التشريعيين لدى البلدين على تعزيز التنسيق الاستراتيجي لخدمة التنمية الشاملة للعلاقات الصينية-الروسية، وتبادل خبرات الحوكمة لمساعدة بلديهما في التنمية والنهوض، وإفساح المجال كاملا لدور الهيئتين التشريعيتين في تعزيز التعاون العملي من خلال سيادة القانون، والمضي قدما بالصداقة التقليدية لترسيخ الدعم الاجتماعي والعام للعلاقات بين الدولتين، وتعزيز التنسيق متعدد الأطراف لتوحيد وتعزيز الجنوب العالمي على المستوى التشريعي.
وخلال الزيارة، وضع تشاو إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول في موسكو.