كاتب أمريكي:مهندسو الحرب الاجرامية على العراق لم يدفعوا الثمن حتى الآن
واشنطن-الولايات المتحدة-30-3-2023
نشر الكاتب الأمريكي جون شوارز، مقالا بعنوان “مهندسو الحرب على العراق.. أين هم الآن؟، تحدث فيه عن 11 أمريكيا في مقدمتهم الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، باعتبارهم مسؤولين عن غزو العراق قبل عقدين.
وقال الكاتب، إن الرجال والنساء، الذين شنوا الحرب الإجرامية، على العراق، عام 2003، والذين أطلق عليهم لقب “مهندسو الحرب” لم يدفعوا الثمن حتى الآن بعد مضي هذه السنوات.
وأضاف في مقال له بموقع “إنترسبت” الأمريكي، إنه على أغدقت عليهم الأموال والترفيعات.
وظيفة هؤلاء الأشخاص كانت شن حرب لتوسيع تأثير الإمبراطورية الأمريكية ومصالح شركات الأسلحة والنفط، دون الالتفات لقول الحقيقة واختيار ما هو أصلح للأمريكيين .
وقال الكاتب، إن قائمته لا تضم أي شيء عن العراقيين لأن الصحافة الأمريكية لا تلتفت لحياة الأجانب، وهذا بسبب أننا لا نعرف عدد العراقيين الذين ماتوا في هذه الحرب، وهناك أرقام عدة تضع الرقم ما بين 151.000 إلى مليون ضحية. كل هذا لاكتشاف أن العراق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل، ولم تخصص أمريكا ولا دولارا واحدا لمعرفة عدد القتلى العراقيين.
وأضاف: إذا بدأنا بزعيم العصابة التي قادت الحرب، وهو الرئيس جورج دبليو بوش، فهو أكبر مجرم في القرن الحادي والعشرين.
وفي عالمنا هذا، بوش منشغل في ابتلاع كميات كبيرة من المال، لقاء محاضراته التي يتلقى على كل ساعة منها 100.000 دولار.
الرجل الثاني، هو ديك تشيني، نائب الرئيس الذي أطلق خلال التحضيرات للحرب، أكبر كذبة عن العراق. وفي خطاب ألقاه في أغسطس 2002، وزعم أن صهر الرئيس صدام، حسين كامل الذي انشق في عام 1995 كشف عن خطط صدام لتصنيع الأسلحة النووية مرة ثانية. وفي الواقع أكد كامل أن العراق ليست لديه أسلحة غير تقليدية ومن أي نوع. ولم يكن هذا سرا، فقد تحدث كامل علنا في لقاء مع شبكة سي أن أن، وكلامه متوفر برابط على الإنترنت.
ومنذ مغادرته البيت الأبيض، قضى تشيني وقته في الصيد، وصادق على ترشيح دونالد ترامب للرئاسة عام 2016 ولم يعاقب على جرائم التعذيب. ومع أنه عاش على قلب اصطناعي خارجي كان يضخ الدم لشرايينه، إلا أنه في صحة جيدة.
وفي حالة دونالد رامسفيلد، فقد تساءل في ليلة 9/11 والبنتاغون لا يزال محترقا إن كانت الولايات المتحدة تستطيع ضرب العراق الآن!
وتوفي رامسفيلد في 2021 ولكنه قضى وقتا ممتعا في بيته الصيفي في خليج تشيزابيك في ميرلاند. وأطلق على مزرعة رامسفيلد اسم “بيت البؤس”،حسب صحيفة نيويورك تايمز فقد كان يملكه مرة رجل عرف بسمعته السيئة واسمه إدوارد كوفي، كانت مهمته معاقبة العبيد الذين يعملون لدى مزارعين آخرين،وهناك مقاربة تاريخية بين مالك البيت القديم ورمسفيلد، ويمكن للواحد أن يتخيل زيارة كوفي لوزير الدفاع الأسبق، ويثمن جهوده في تعذيب الآخرين.
وهناك كولن باول، وزير الخارجية في حينه الذي قدم كلمة مرتبة أمام مجلس الأمن، وكان يعرف أنه يمارس عملية كذب. وقالت المعلقة في صحيفة واشنطن بوست ماري ماكغوري، إن كلامه أقنعها مع أنه كان من الصعب إقناعها مثل فرنسا. ولم تكن ماكغوري تعرف أن باول متخصص بالكذب، وأنه صعد في سلك العسكرية بالكذب حول مجزرة ماي لاي في فيتنام، ثم كذبه حول فضيحة إيران- كونترا.
ومات باول عام 2012 ولكنه قضى حياته ما بعد السياسة ثريا، وظل يجيب على من يسأله حول خطابه في الأمم المتحدة أنه تعرض للتضليل من أفراد لم يسمهم.
وأدى جون بولتون، مساعد وزير الخارجية في حينه دورا مركزيا في قرار بوش وأكاذيب إدارته بشأن أسلحة الدمار الشامل. فقد أجبر خوسيه بستاني، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الاستقالة. وكانت “جريمة” بستاني أنه أراد تنظيم عملية تفتيش، والتأكد من امتلاك العراق الأسلحة الكيماوية. وكان بولتون يخشى من فضح المنظمة الكذبة، وأن العراق ليس لديه أسلحة غير تقليدية،وكوفئ على جهوده بتسميته مستشارا للأمن القومي لترامب. وعانى من بعض الضغوط، وبخاصة أن ترامب لم يكن يفرق بينه وبين وزير خارجيته ويناديه أحيانا “مايك بولتون”.
وقال الكاتب: في عصابة حرب العراق، لا بد من ذكر كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي التي شرحت في كانون يناير 2003، سبب غزو أمريكا للعراق، لكن التوضيح اتسم بالغموض.وقرر معهد هوفر المرموق في جامعة ستانفورد تعيينها مديرة له.. ويعلق الكاتب ساخرا أن مئات الألاف من العراقيين لم يكونوا حاضرين للتعليق على هذا البيان.
ومن بين المتهمين بجريمة حرب العراق، ديفيد فرام، كاتب خطابات بوش في البيت الأبيض، وهو الشخص المسؤول عن اختراع مصطلح “محور الشر” الذي ضم العراق وكوريا الشمالية وإيران، وذكره بوش في خطاب حالة الاتحاد عام 2002. وكان وضع العراق وإيران في المحور مثيرا للدهشة نظرا للعداء الأبدي بينهما، لكن فرام لم يلتفت لهذه الحساسية.
وبعد تركه البيت الأبيض، شارك فرام في كتاب بعنوان “نهاية الشر: كيف ننتصر في حرب ضد الإرهاب”، وقال في كتابه: هناك أدلة كثيرة عن برامج واسعة كيماوية وبيولوجية يملكها صدام حسين.
ومكافأة على جهوده عينته مجلة “ذي أتلانتك” بتعيينه واحدا من كتابها.
وقال الكاتب إن من بين مجرمي الحرب من الصحفيين، ديفيد بروكس في “ديلي ستاندرد” صوت اليمين في حينه، الذي كتب مقالا بعنوان “انهيار قصور الأحلام”، وهو كما يقول الكاتب من أكثر الأشياء حماقةً كُتبت باللغة الإنكليزية.
كما تحدث الكاتب عن جوديث ميلر التي كتبت مقالات في صحيفة نيويورك تايمز، والتي تعد الأكثر سذاجة ومدعاة على الضحك. وحذرت فيها من الأثر الفظيع لأسلحة الدمار الشامل العراقية. وكان من أكثر المقالات سذاجة، ما قالت إن عالما عراقيا أكد لها أن الأسلحة غير المشروعة ظلت تستخدم حتى ليلة الحرب. ولم تعانِ ميلر مثل البقية من عواقب أكاذيبها، وعملت في شبكة فوكس نيوز، ثم أصبحت عضوا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
وأشار الكاتب في ختام مقاله إلى جو بايدن الذي كان وقت الحرب سيناتورا من ديلاوار ومسؤولا عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وعقد جلسات اجتماع لدعم الحرب، وأصبح من أكثر الأصوات الديمقراطية دعما للغزو، وهو اليوم الرئيس الأمريكي. وهناك الآلاف الذين لا يزالون يترفعون في مناصبهم واستفادوا من الحرب.
وجاءت القائمة التي أوردها الكاتب للمسؤولين الأمريكيين الذين كانوا وراء غزو العراق كالتالي:
قائمة الكذابين:
1-جورج دبليو بوش
وصف الكاتب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش المنشغل في الوقت الحالي بإلقاء المحاضرات بأنه “من أكبر مجرمي الحرب في القرن الحادي والعشرين”.
وقال إن بوش يجني من هذه المحاضرات ما لا يقل عن 100 ألف دولار مقابل كل ساعة عن الأفكار التي يطرحها.
يقضي بوش معظم وقته في الرسم والاستمتاع بصداقاته مع عائلتي الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما.
2- ديك تشيني
اتهم الكاتب ديك تشيني الذي كان يتولى منصب نائب الرئيس بوش بإطلاق واحدة من أكبر الأكاذيب بشأن العراق خلال فترة التحضير لشن الحرب.
3- دونالد رامسفيلد
4- 4-كولن باول
قدم باول عرضا في عام 2003 في مقر الأمم المتحدة وكان يعلم تماما أنه يكذب..
5-جون بولتون
اتخذ جون بولتون، الذي كان يعمل كوكيل لوزارة الخارجية آنذاك، قرارا بطرد جوزيه بستاني رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، خوفا من أن تكتشف المنظمة أن العراق لا يمتلك أصلا أسلحة دمار شامل.
6- وندوليزا رايس
بررت مستشارة الأمن القومي رايس غزو العراق بقولها:لا نريد أن يكون الدليل الدامغ مجرد سحابة ما تلبث أن تنقشع.
7- ديفيد فروم
تولى فروم كتابة الخطابات في البيت الأبيض في عهد الرئيس بوش.
8- جيفري غولدبيرغ
بالرغم من أنه لم يكن يشغل أي منصب في الحكومة الأمريكية إلا أنه كان أحد أكثر المؤيدين لغزو العراق خلال فترة عمله كاتبا في مجلة “ذا نيويورك”. وأضيفت كتاباته في سجل الكونغرس خلال المداولات المتعلقة بمنح الحكومة تفويضا باستخدام القوة العسكرية في عام 2002.
9-جو بايدن
دعا بايدن عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ من خلال جلسات استماع في الفترة التي سبقت الحرب، إلى غزو العراق.
10- ديفيد بروكس
كان الصحفي بروكس من أبرز مؤيدي غزو العراق، واتهم من يعارضون الحرب بالعجز.
11- جوديث ميلر
كانت من أبرز الإعلاميين الداعين إلى غزو العراق إذ أسهمت بمجموعة مقالات تحدثت فيها عن خطر أسلحة الدمار الشامل التي ادعت أنها متوفرة في العراق.