قوات الدعم السريع توسّع استخدام المسيّرات في حرب السودان وتستهدف ميناء بورتسودان ومواقع استراتيجية

قسم الأخبار الدولية 08/05/2025
كثّفت قوات الدعم السريع ضرباتها الجوية باستخدام الطائرات المسيّرة مستهدفةً مواقع حيوية تابعة للجيش السوداني في شرق البلاد وجنوبه، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة من مدينة بورتسودان التي تُعدّ آخر معقل للحكومة السودانية ومركزاً رئيسياً للمساعدات الدولية.
واستهدفت الغارات لليوم الخامس على التوالي القاعدة البحرية في منطقة فلامينغو شمال بورتسودان، إلى جانب منشآت حيوية مثل المطار المدني، ومحطة كهرباء، ومستودعات وقود، والميناء الشمالي للبلاد. وامتدت الهجمات جنوباً إلى مدينة كوستي، حيث أصابت ثلاث طائرات مسيّرة مستودعات لتخزين الوقود، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وارتفاع أسعار النقل بفعل أزمة الوقود الناتجة.
وقال مصدر عسكري إن الدفاعات الجوية السودانية أسقطت 15 طائرة مسيرة خلال يومين، بينما تعمّ أجواء المدينة أصوات الانفجارات وإطلاق المضادات الجوية، وسط حالة من الهلع في صفوف المدنيين. وفي محطة الحافلات المركزية، اصطفت العائلات الهاربة في طوابير طويلة، وسط نفاد تذاكر السفر.
وأكد شهود عيان تحليق المسيّرات في سماء مدينة كسلا أيضاً، ما يشير إلى اتساع نطاق الهجمات خارج بورتسودان، المدينة التي كانت تُعد حتى وقت قريب آمنة نسبياً وتحتضن مقار وكالات الأمم المتحدة.
من جانبها، أدانت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) الهجمات على البنى التحتية المدنية، وعدّتها “غير مقبولة”، محذرة من آثارها الكارثية على المدنيين وتدفق المساعدات الإنسانية.
ويأتي هذا التصعيد بعد قطع الحكومة السودانية العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، متهمةً أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع بأسلحة متطورة بينها طائرات من دون طيار، وهو ما تنفيه الإمارات وتصفه بأنه “قرار غير معترف به”.
وتبرز هذه التطورات تحوّلاً في استراتيجية الدعم السريع، التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة بعد خسائرها في الخرطوم ووسط السودان. ومع سيطرتها شبه الكاملة على إقليم دارفور، تسعى القوات بقيادة محمد حمدان دقلو لتعطيل مراكز السلطة المتبقية للجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.
ويواجه السودان أخطر أزماته الإنسانية على الإطلاق، إذ يهدد الجوع نحو 25 مليون شخص وسط انهيار واسع في البنى التحتية ونزوح قرابة 13 مليون شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.