قصف المسيّرات يعتم مدن السودان ويكشف هشاشة البنية الحيوية وسط تصاعد الحرب والنزوح

قسم الأخبار الدولية 18/12/2025
أدخل قصف جوي بطائرات مسيّرة استهدف محطة رئيسية لتوليد الكهرباء في جنوب السودان البلاد في عتمة واسعة، بعدما انقطعت الكهرباء ليل الأربعاء/الخميس عن مدن محورية شملت الخرطوم وبورتسودان، في تطور عكس انتقال المواجهات إلى ضرب البنية التحتية الحيوية ورفع كلفة الحرب على المدنيين. وأفاد شهود ومسؤولون بأن الغارة، التي وُجّه الاتهام فيها إلى «قوات الدعم السريع»، أشعلت حريقاً كبيراً داخل المحطة، وأسفرت عن مقتل عنصرين من الدفاع المدني أثناء محاولتهما السيطرة على النيران عقب الضربة الأولى.
امتدت آثار الهجوم إلى ولايات أخرى، حيث شوهدت ألسنة لهب ودخان تتصاعد من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، الخاضعة لسيطرة الجيش، ما عزز المخاوف من استهداف متكرر لمنشآت الطاقة في مناطق متباعدة. وجاء ذلك بالتوازي مع تصعيد ميداني في إقليم كردفان، إذ قُتل ثمانية أشخاص بضربة مسيّرة استهدفت نازحين أثناء فرارهم من محيط كادوقلي، المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف، في حادثة أعادت تسليط الضوء على المخاطر التي تواجه المدنيين خلال محاولات النزوح.
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية مع تعطل الاتصالات وضعف الإنترنت في كادوقلي، بينما وصف مصدر في برنامج الأغذية العالمي الوضع هناك بـ«السيئ للغاية»، مشيراً إلى أن الخروج من المدينة بات محفوفاً بالمخاطر. وسجلت المنظمة الدولية للهجرة مغادرة مئات الأشخاص خلال يومين، فيما استقبلت ولاية النيل الأبيض خلال الأيام العشرة الماضية نحو 1850 نازحاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وكشف هذا التصعيد عن مسار خطير للحرب المستمرة منذ أبريل 2023، حيث باتت ضربات المسيّرات تهدد شرايين الحياة اليومية وتعمّق الانقسام الجغرافي، في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن السودان يواجه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، مع عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين، ودون أفق قريب لوقف شامل لإطلاق النار.


