قصف إسرائيلي قرب مستشفى في جنوب لبنان يخرجه من الخدمة مؤقتاً وسط تصاعد العمليات العسكرية
قسم الأخبار الدولية 04/10/2024
استهدفت غارة إسرائيلية منطقة قريبة من مستشفى في جنوب لبنان، مما أدى إلى خروجه من الخدمة مؤقتاً. الغارة، التي تأتي ضمن موجة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل و«حزب الله»، تسببت بأضرار مادية كبيرة في مرافق المستشفى، وأدت إلى توقف الخدمات الطبية بشكل كامل، ما أثار مخاوف من تأثير ذلك على الوضع الإنساني في المنطقة المتضررة.
تفاصيل القصف وتداعياته
القصف استهدف منطقة تقع في محيط المستشفى، مما أدى إلى تحطيم نوافذ الأقسام المختلفة وتضرر المعدات الطبية. المسؤولون في المستشفى أعلنوا عن تعليق العمل مؤقتاً بسبب الأضرار، حيث تقوم فرق الطوارئ بتقييم الوضع لتحديد مدى إمكانية استئناف تقديم الخدمات. لم تسجل إصابات مباشرة بين المرضى أو الطاقم الطبي جراء الغارة، لكن الوضع بات معقداً مع تزايد حاجة السكان المحليين للخدمات الطبية في ظل استمرار التصعيد.
الهجوم يعتبر جزءًا من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي توسعت لتشمل مناطق مدنية حيوية، وسط اتهامات متزايدة بانتهاك القانون الدولي الإنساني. هذا الاستهداف دفع الأمم المتحدة إلى إصدار بيان عاجل يدعو إلى حماية المنشآت الطبية والمدنيين، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في جنوب لبنان.
ومنذ بداية التصعيد الأخير بين إسرائيل و«حزب الله»، تكثفت الهجمات المتبادلة بين الطرفين، حيث وسعت إسرائيل نطاق عملياتها لتشمل مناطق جديدة في جنوب لبنان، بما في ذلك مناطق مأهولة بالسكان ومرافق حيوية. «حزب الله» رد على هذه الهجمات عبر استهداف مواقع إسرائيلية في شمال البلاد، في تصعيد متواصل يثير قلقاً دولياً من احتمالية خروج الوضع عن السيطرة.
كما يبرر الجيش الإسرائيلي عملياته بأنها رد على الهجمات الصاروخية المتواصلة التي يشنها «حزب الله» من الأراضي اللبنانية. بينما يشير مراقبون إلى أن التوترات المتزايدة تعود إلى فشل المحاولات الدبلوماسية في احتواء الأزمة، لا سيما في ظل الوضع السياسي المعقد في لبنان والتوترات الإقليمية المتزايدة حول الصراع بين إسرائيل وإيران، الحليف الرئيسي لـ«حزب الله».
ردود الفعل الداخلية والدولية
أثارت الأضرار التي لحقت بالمستشفى استنكارًا واسعًا في الأوساط اللبنانية والدولية. الحكومة اللبنانية أدانت الهجمات واعتبرتها انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المرافق الطبية والمدنية، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الاعتداءات. من جهتها، شددت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان على ضرورة حماية المدنيين والمنشآت الحيوية في مناطق النزاع، مطالبة بإيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم ويخفف من معاناة المدنيين.
أبدت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، قلقها من تزايد الخسائر البشرية والأضرار في البنية التحتية، داعية إلى ضبط النفس. في المقابل، تبدي إسرائيل تمسكها بخطتها العسكرية لوقف ما تسميه “التهديدات المستمرة” من «حزب الله»، رغم الدعوات المتكررة للتهدئة.
الوضع الإنساني يزداد تعقيدًا
الوضع الإنساني في جنوب لبنان بات أكثر تعقيداً مع توقف الخدمات في مستشفى المنطقة المتضررة، حيث يعاني السكان من نقص في الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية. المستشفيات والمرافق الطبية باتت عاجزة عن تلبية احتياجات الجرحى والمرضى، في ظل استمرار القصف والاشتباكات. التقارير تشير إلى تزايد عدد النازحين الذين يفرون من مناطق القتال إلى مناطق أكثر أماناً، ما يزيد من الضغط على الموارد المحدودة في لبنان الذي يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية واجتماعية حادة.
الأزمة الحالية تأتي في ظل ظروف إقليمية معقدة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل و«حزب الله»، واستمرار التوترات بين القوى الإقليمية الكبرى.