“قسد” تنقل عناصر “داعش” من سجن الرقة إلى الحسكة شرقي سوريا تحت حماية امريكية
قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 08-09-2024
لماذا تحمي واشنطن عناصر داعش في سوريا؟
مصادر إعلامية ميدانية مطلعة تؤكد أنّ عناصر من القوات الخاصة في “قوات سورية الديمقراطية”، قامت بنقل عدد من السجناء من تنظيم “داعش” الإرهابي من سجن “الصوامع” في الرقة، إلى سجن “الثانوية الصناعية” في مدينة الحسكة، وذلك تحت إشراف أميركي، فلا تزال أمريكا تحتفظ بعانصر داعش كورقة ضغط وكمخطط للمرحلة القادمة في المنطقة.
كما أكّدت تقارير استخباراتية أنّ عناصر من القوات الخاصة في “قوات سورية الديمقراطية” العاملة بتعليمات أمريكية، قد قامت بنقل عدد من السجناء من تنظيم “داعش” الإرهابي، من سجن “الصوامع” في الرقة إلى سجن “الثانوية الصناعية” في مدينة الحسكة، وذلك لحمايتهم من أي تهديد خاصة والمقاومة السورية يمكن أن تصل اليهم ويتمّ تحييدهم، وبالتالي يحض التنظيم الإرهابي “داعش” بحماية أمريكية وبحماية “قسد”.
وأوضحت المصادر الاستخباراتية أنّ عملية نقل عناصر “داعش” الخطيرين، تمت بإشراف أميركي و حماية مشددة. ووفق إجراءات مشدّدة اتخذت في المنطقة، لضمان عدم حدوث أيّ خروقات أمنية ولا حدوث أية مفاجآت، وذلك بعد حادثة فرار 5 سجناء من جنسيات أجنبية الأسبوع الفائت، وتمكن قسد من إلقاء القبض على اثنين فقط. وإرجاعهم للحماية في السجن. وهناك بعض التقارير تقول أن هروب الخمس “الدواعش” كانت عملية مفتعلة لأن من تمّ تهريبهم مكلفين بمهام وسيرجعون.
كذلك، بيّنت أنّ “كافة العناصر الذين تم نقلهم هم من المسلحين الأجانب الذين استسلموا لقسد، أو ألقت القبض عليهم خلال معارك سيطرتها على مدينة الرقة وريفها”. وهناك فعلا “تفاهم او كما يعبّر عليه باللغة الإنجليزية “دييل” بين الدواعش وقسد والأمريكان”
وكشفت التقارير أنّ “الولايات المتحدة، نقلت عدد من سجناء تنظيم داعش في سجون صغيرة في الريف الشرقي لديرالزور، إلى قاعدة التحالف الدولي في مدينة الشدادي، ومنها إلى سجن الثانوية الصناعية في مدينة الحسكة”، مشيرةً إلى أنّ “عملية نقل منظمة يشرف عليها التحالف لعناصر داعش من الجنسيات الأجنبية لضمان تأمينهم في محتجزات أكثر أماناً”. ومن هنا نفهم أنه هناك تحضير لهؤولاء للمرحلة القادمة.
كما اعتبرت التقارير أنّ “واشنطن تسعى لضمان نقل كافة السجناء الأجانب في سجون تم إعادة تأهيلها بإشراف من التحالف الدولي، في مدينة الحسكة شمالي شرقي سوريا”. وهذا ما تحضّره الإستخبارات الأمريكية بورقة الإرهاب والاعتماد خاصة على “موروث داعش في سوريا”. وبالتأكيد سنسمع في المرحلة لقادمة عودة “داعش” في سوريا والعراق، كما بدأنا نستمع في هذه الأيام لتحرك الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي.
وتُعد العراق الدولة الوحيدة التي استعادت عدداً من مواطنيها من عناصر تنظيم “داعش” المتواجدين في سجون “قسد”، وذلك بالتنسيق مع “التحالف الدولي” بعد تقديم لائحة بعدد من المطلوبين بارتكاب مجازر وجرائم بحق الأهالي في المناطق التي حررها الجيش العراقي والحشد الشعبي من عناصر “داعش”.
ولا يوجد حتى الآن إحصائية دقيقة عن عدد العناصر الذين تم نقلهم إلى العراق، مع تفاوت التقديرات بين 100 و 300 عنصر غالبيتهم مطلوب رسمياً للسلطات العراقية.
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، العميد يحيى رسول، كشف في تصريحات إعلامية أن “عدد عناصر داعش ممن يحملون الجنسية العراقية في سجون قسد يبلغ نحو 2000، وهم هربوا من معارك التحرير في العراق”.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام عراقية، الشهر الفائت عن مصادر مطلعة، أنّ “هناك تحركاً عراقياً لاستعادة أمراء داعش من السجون السورية التي تخضع لسيطرة قسد، بهدف معرفة المقابر السرية التي تضم آلاف الضحايا”، لافتاً إلى أن “بغداد تحركت فعلياً منذ مدة من خلال واشنطن من أجل الاستدلال لمعرفة مصير نحو 200 من عتاة الإرهاب من العراقيين ممن هربوا بعد تحرير المدن العراقية، بينهم قيادات بارزة وأخرى متورطة بسلسلة طويلة من الجرائم”.
كما أشار المصدر حينها إلى أن “الغاية من ذلك تقديمهم للعدالة، بالإضافة إلى معرفة المقابر السرية لضحايا داعش في ظل وجود آلاف المفقودين لم يعرف مصيرهم منذ 10 سنوات”.