أخبار العالمأوروباالشرق الأوسط

فيلدرز اليميني المتطرف يثير الجدل بدفاعه عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وسط اتهامات بتأييده للإبادة الجماعية

قسم الأخبار الدولية 04/10/2024

أثار السياسي الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز موجة من الغضب والانتقادات بعدما أدلى بتصريحات اعتبرت دفاعًا عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث وصف الهجمات بأنها “ضرورية” للتصدي لحركة حماس وحماية أمن إسرائيل. تصريحات فيلدرز جاءت وسط تزايد الانتقادات الدولية حول الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، ما دفع البعض إلى اتهام فيلدرز بدعم الإبادة الجماعية.

في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أشار فيلدرز، زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف، إلى أن إسرائيل لديها الحق الكامل في “الدفاع عن نفسها” ضد ما وصفه بـ”الإرهاب” الذي تمارسه حركة حماس. وذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيده على أن أي إجراءات عسكرية تتخذها إسرائيل “مبررة”، بما في ذلك تلك التي تؤدي إلى خسائر بشرية في صفوف المدنيين، معتبرًا أن “الأمن الإسرائيلي يأتي أولًا”.

تأتي تصريحات فيلدرز في سياق موجة من العنف الدامي الذي اندلع بين إسرائيل وحماس في الأسابيع الأخيرة، حيث شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، بينما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية. ورغم الانتقادات الواسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي حول الاستخدام المفرط للقوة من جانب إسرائيل، يواصل فيلدرز دعم إسرائيل بشكل غير مشروط، ما أثار غضبًا في الأوساط السياسية والحقوقية.

وقد تعرض فيلدرز لانتقادات لاذعة داخل هولندا وخارجها، حيث اعتبرت منظمات حقوق الإنسان أن تصريحاته تشجع على العنف وتبرر جرائم الحرب المحتملة التي ترتكب ضد المدنيين في غزة. واتهمه البعض بالدفاع عن “الإبادة الجماعية” في ظل الحصار والضربات المكثفة التي يتعرض لها القطاع المحاصر.

على الصعيد الدولي، أصدرت عدة جهات سياسية في أوروبا بيانات تعبر عن رفضها الشديد لموقف فيلدرز، مطالبة بضرورة وقف الأعمال العسكرية في غزة والدخول في مفاوضات سلمية. كما طالبت منظمات المجتمع المدني الحكومة الهولندية بالتبرؤ من هذه التصريحات واتخاذ موقف واضح يعكس الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.

في داخل هولندا، وُجهت انتقادات من قبل الأحزاب اليسارية والليبرالية لفيلدرز، متهمينه بتبني خطاب متطرف يعزز من الانقسامات والكراهية. كما أكدت عدة شخصيات سياسية أن هذه التصريحات تضر بصورة هولندا كدولة تحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي.

خيرت فيلدرز هو أحد أبرز الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في أوروبا، ويشتهر بمواقفه اليمينية المتطرفة والمعادية للإسلام والهجرة. كان قد طالب في مناسبات عدة بوقف الهجرة الإسلامية إلى هولندا، ودعا إلى حظر القرآن وإغلاق المساجد. فيلدرز يعتبر من المدافعين الأقوياء عن إسرائيل في أوروبا، ولا يخفي دعمه المطلق للحكومة الإسرائيلية مهما كانت سياساتها، بما في ذلك تلك التي تتعرض لانتقادات دولية.

تعتمد مواقف فيلدرز على رؤية متشددة ترى في إسرائيل حصنًا أمام ما يسميه بـ”الإرهاب الإسلامي”، ويعتبر أن حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية تشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. هذه الرؤية تعزز من خطابه السياسي المعادي للمسلمين داخل وخارج هولندا، حيث يسعى إلى كسب دعم شريحة من الناخبين الهولنديين المتخوفين من الهجرة والإرهاب.

قد تؤدي تصريحات فيلدرز إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين هولندا ودول الشرق الأوسط، حيث قد يُنظر إليها كدعم غير مباشر للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تسببت في خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية في غزة. كما قد تؤثر هذه التصريحات على علاقات هولندا مع بقية دول الاتحاد الأوروبي التي تسعى إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة من خلال الدبلوماسية والحلول السلمية.

ومن المتوقع أن تستمر الانتقادات الموجهة إلى فيلدرز، ليس فقط بسبب دعمه المفرط لإسرائيل، ولكن أيضًا لأنه يعكس توجهًا سياسيا يهدد القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق