في زمن انبطاح البعض.. سعيّد يحتكم إلى بعده الوطني ويتمسك بسيادة تونس
تونس-23-8-2022
لاحظ عدد من المتابعين للشأن التونسي أن الرئيس قيس سعيّد ، أثبت أنه شخصية مختلفة عن الذين حكموا البلاد خلال العشرية الأخيرة، والذين كانوا يسيرون وفق التوجيهات والإشارات التي كانت تصلهم من الخارج، وكانوا يضبطون إيقاع تحركاتهم وبرامجهم على رغبة الخارج بقطع النظر عن الظروف الداخلية.
وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن الموقف المعارض للتصريحات الأمريكية التي يحكمها منطق الوصاية والاستعلاء سيزيد من تقريب سعيّد إلى للتونسيين الذين يريدون حل خلافاتهم من خلال حوارات ونقاشات في الداخل، لافتين إلى أنه أظهر مرة أخرى أنه شخصية تحتكم إلى البعد الوطني فقط .
ويرى هؤلاء أن الرئيس سعيد باتت له حساسية خاصة تجاه التدخلات الخارجية التي تحاول التأثير بشكل أو بآخر على خيارات الشعب التونسي، معتبرين أن سعيد يستمد قوّته من شعبيته ومن غضب التونسيين على الأحزاب السابقة التي كانت قد فتحت الأبواب أمام التأثير الخارجي على الوضع في تونس.
وجاءت تصريحات الرئيس التونسي خلال لقائه بوفد من الكونغرس الأمريكي ، بحضور القائمة بأعمال السفارة الأميركية في تونس ناتاشا فرانشيسكي، وفق بيان للرئاسة التونسية.
وقال البيان الذي نشرته الرئاسة التونسية على صفحتها الرسمية في فيسبوك إن “سعيد استهل اللقاء مع الوفد الأمريكي بالتذكير بالمحطات التاريخية في العلاقات التونسية – الأميركية منذ أكثر من قرنين”.
وأوضح “العديد من الحقائق لدحض الحملات التي يقوم بها أشخاص معروفو الانتماء، والممارسات التي سادت على أكثر من عقد في كل المستويات، وأدت إلى المزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”.
وذكّر الرئيس التونسي بـ”مبادئ القانون الدولي التي كرّسها ميثاق الأمم المتحدة، ومن بينها احترام سيادة الدول والمساواة بينها وعدم التدخل في شؤونها”.
وأشار إلى أن “التصريحات التي صدرت عن عدد من المسؤولين (الأمريكيين) في المدّة الأخيرة غير مقبولة على أي مقياس من المقاييس، لأن تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، فضلا عن أن السيادة فيها للشعب الذي عبّر عن إرادته في الاستفتاء وسيُعبّر عنها في الانتخابات القادمة في ديسمبر المقبل”.
وقالت السفارة الأميركية في تونس،أمس الاثنين، إن وفدا من الكونغرس التقى الرئيس سعيد وأعلن له انشغاله بالمسار الديمقراطي في البلاد.
وأوضحت السفارة أن “الوفد شدد على أهمية قضاء مستقل ومجلس نيابي نشط وفعال حتى يستعيد الشعب التونسي ثقته في النظام الديمقراطي”.
ولم تكن هذه التصريحات الوحيدة التي ناقشت فيها دوائر وشخصيات أمريكية الوضع في تونس وعبرت عن تخوّفها من مآلاته، فقد سبق أن انتقد مسؤولون، من بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الوضع في تونس.
وككل مرة يؤكد الرئيس التونسي أنه ليس من حق الولايات المتحدة التحدث عن شؤون تونس الداخلية، في الوقت الذي يتهم فيه التونسيون قوى المعارضة الرئيسية، خاصة حركة “النهضة”، ذات المنحى الاخواني الإرهابي، بالرهان على ضغوط الدول الغربية للتسلط مجددا على مقدرات التونسيين