في ذكرى اغتيال شكري بلعيد.. الاتهامات تلاحق حركة النهضة
تونس: 06-02-2021
أميرة زغدود
مرّ اليوم السادس من فبراير، 8 سنوات على اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، شكري بلعيد في ظل تعثّر المسار القضائي وغياب الحقيقة.
ومنذ حدوث عملية الاغتيال إبان حكم “الترويكا” تحت نفوذ حركة “النهضة” ذات التوجه الإخواني، توالت الإحتجاجات التي عمت كافة جهات البلاد التونسية للمطالبة بكشف حقيقة هذا الاغتيال الذي أدخل تونس في مرحلة خطيرة من العنف لم تعرفها منذ الإستقلال.
وفي هذه الذكرى، أصدرت نحو 50 منظمة وحزبا وحركة سياسية بيانا مشتركا، دعت فيه إلى المشاركة بكثافة في المسيرة المبرمجة السبت.
وطالب التيار الشعبي مجلس الأمن القومي وعلى رأسه رئيس الجمهورية، بطرح جملة الإصلاحات الضرورية “لحماية ملفي اغتيال الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد قضائيا ولكشف علاقة الجهاز السري لحركة النهضة بالملفين إلى جانب ملف التسفير إلى بؤر الإرهاب ومعسكرات العدوان.”.
من جهته، دعا الإتحاد العام التونسي للشغل إلى تنظيم مسيرة وطنية من أجل الدعوة إلى الكشف عن حقيقة الإغتيالات السياسية في تونس وتصدّيا لمنطق العنف وخطاب الكراهية ورفضا للتضييق على الحرّيات.
كما دعا حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، إلى المشاركة في مسيرة بالعاصمة.
وكانت عملية الاغتيال قد حدثت تحت حكم “الإخوان” حين كان حمادي الجبالي على رئاسة الحكومة، ووجهت أصابع الاتهام للجهاز السري لحركة “النهضة”، ولم يتم حتى الآن الكشف عن هويات من دبروا وخططوا ونفذوا عملية الإغتيال.
وشكّل حادث الإغتيال لحظة الذروة التي بلغتها الأزمة السياسية في البلاد، حيث خيّم شبح العنف السياسي على الحياة العامة من خلال الدور الذي لعبته المجموعات العنيفة القريبة من حركة “النهضة”..
ولم يتردد النائب عن الكتلة الديمقراطية منجي الرحوي، في الثالث من يونيو 2020 في توجيه انتقادات حادّة في أثناء مساءلة رئيس البرلمان راشد الغنوشي عن تحميل هذا الأخير صراحة مسؤولية الإغتيالات السياسية التي حدثت بعد الثورة.
وكانت هيئة الدفاع عن المناضليْن الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قد أشارت إلى أن الهيئة لا تزال تعاني من سرقة الوثائق التي تدين حركة “النهضة” وجهازها السري، من وزارة الداخلية، ومن دائرة الإتهام بالمحكمة الإبتدائية بتونس.
وقال اليوم السبت، القيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد، أيمن العلوي، إن ملف “الإغتيالات السياسية كانت ومازالت محل صفقات داخل الحكومات المتعاقبة، حيث إنه مع كل تشكيل حكومة أو تحوير وزاري “هناك تطاحن على وزارتي العدل والداخلية”.
واستنكر العلوي المحاولات المتكررة لطمس الحقيقة، مؤكدا مواصلتهم السعي للكشف عن المتورطين في “هذه المخططات السوداء” ومحاسبتهم.
وقال زهير حمدي الأمين العام للتيار الشعبي وصاحب الآراء القومية أن “النظام المسؤول عن اغتيال الشهداء ،في إشارة للإخوان، يناكف اليوم انتفاضة جديدة من الشباب في تونس”.
وألقى حمدي باللوم على حركة الإخوان فيما يتعلق بتفشي الفساد وانهيار الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية في البلاد ومحاولاتها المستميتة لإخفاء الحقيقة بشأن الاغتيالات، وحثّ جميع القوى في تونس على مواجهة حكم الاخوان الفاسد و الظالم.
شكري بلعيد الزعيم اليساري، الذي لم يتردد في انتقاد الإخوان وكشف أجندتاهم ، أصبح اليوم رمزا يخيف التنظيم الاخواني حيا وميتا.