في ذكرى 14 يناير2011: انتهازيون يتباكون على ديمقراطية هم أول من أفسدها

تونس-14-01-2022

تحيي تونس اليوم السبت- وسط انقسامات في صفوف التيارات الحزبية والسياسية والفكرية- الذكرى 12 لأحداث 14 جانفي(يناير) 2011..

وفي الوقت التي أعلنت فيه أحزاب مباركتها لهذا التاريخ باعتباره “عيدا” لـ”ثورة”رسمت صورة جديدة لتونس وطريقا نحو التحرّر من الاستبداد والظلم، اعتبرت شرائح واسعة من الشعب التونسي أن التأريخ الحقيقي لما يمكن اعتباره”ثورة” هو 17 ديسمبر 2010  تاريخ انطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية، وذلك بعد أن انكشفت حقيقة الاسلام السياسي وتسلطه على مقدرات البلاد منذ 2011 ، وما خلفه طيلة عشر سنوات من خراب وإرهاب وتكالب على المغانم الأمر الذي الذي أدى إلى انتفاضة عارمة في  25 يوليو 2021 .

وأكدت اليوم السبت ، “حركة تونس إلى الأمام” رفضها الانخراط في تحركات 14 يناير ودعت إلى الدفع بمسار 25 يوليو، كما قرّر حزب “مساريون لتصحيح المسار” عدم النزول إلى الشارع اليوم السبت، إضافة إلى “التيار الشعبي “الذي قال أمينه العام، زهير الحمدي إنه لا نية لهم في التظاهر وإن تصحيح مسار 25 يوليو أفضل من الدعوة إلى المجهول.

في المقابل دعا “الاتحاد الشعبي الجمهوري” أنصاره إلى مساندة التحركات الاحتجاجية السلمية، في الوقت الذي عبّرت فيه  أحزاب أخرى عن تنظيم احتجاجات رفضا لما اعتبرته منظومة الانقلاب والانفراد بالرأي والحكم ..

أما رئيسة” الحزب الدستوري الحر” فقد تجمع أنصارها أمام مقر مكتب “اتحاد علماء المسلمين” ورفعوا شعارات كتب عليها:” أيتام هيلاري كلنتون يندبون حظهم بشارع بورقيبة.. انتهى دورهم”.

 وأصدر  مناصرو  مسار 25 يوليو بيانا،  أشار إلى أن “التطاول على الدولة ومؤسستها بلغ حد التحريض على العصيان والدعوة إلى بث الفوضى ونشر البلبلة من قبل مجموعة من طالبي الكراسي تريد أن تجعل من المواطن حطبا لأجندات داخلية وخارجية”.

وهذا نصّ البيان كاملا جاء في البيان:”

نحن المواطنون التونسيون الذين فرضنا مسار 25 جويلية وفوضنا رئيس الجمهورية لإتخاذ ما يراه مناسبا من قرارات للقطع مع منظومة العصابات التي حكمت لعشر سنوات والتي التحم فيها تجار الدين بتجار السياسة بمافيات المال الفاسد وأمام ما نشاهده يوميا من تحريض وشحن وتتطاول على الدولة ومؤسستها بلغ حد التحريض على العصيان والدعوة لبث الفوضى ونشر البلبلة ولعل ما يتفوه به بعض الأشخاص على وسائل الإعلام من دعوة للمؤسسات للعصيان يعد مثالا من الأمثلة الكثيرة التي أصبحت خبزا يوميا للمواطن كل مطلبه العيش الكريم فإذا بمجموعة من طالبي الكراسي تريد أن تجعل منه حطبا لأجندات داخلية وخارجية يريدون ان تؤدي الي ما لا يحمد عقباه اصبحت تهدد السلم الأهلية لأن غايتهم إرباك الأمن القومي للبلاد وبث الفوضى والعنف والدعوة إلي العصيان والتقاتل والحرب الأهلية لأنهم لا يستطيعون العيش الا في برك الدماء ..

فإننا

نفوض اليوم رئيس الجمهورية لإتخاذ كل ما يراه مناسبا من تدابير وإجراءات من أجل حماية وطننا والحفاظ على وحدة ترابنا وشعبنا الذي يريدون تقسيمه ودفعه لتناحر والتصادم .

اننا نرفع الي فخامة رئيس الجمهورية مطلب كل الشعب التونسي في محاسبة كل من أجرم في حق هذا الوطن ونعلمه انه المطلب الوحيد الذي لن يحيد عنه الشعب ونطالب بإيجاد آليات قانونية لتسريع إجراءات المحاسبة حتى يتحمل كل مسؤوليته .

1محاسبة من فقر الشعب وافلس الدولة وصناديقها الاجتماعية ونهب هباتها وقروضها .

2محاسبة من قنص المواطنين في 14 جانفي 2011 .

3 محاسبة من سحل مواطنا تحت الأقدام .

4محاسبة من إغتال شهيدين البراهمي وبلعيد في واضحة النهار.

5محاسبة من قطع رأس السلطاني وقتل اخوه .

6محاسبة من إغتال الاخوين الغزلاني

7محاسبة من فجر حافلة الأمن الرئاسي .

8 محاسبة من إغتال الجنود في رمضان ونكل بجثثهم .

9محاسبة من دبر إغتيال ضيوف تونس في متحف باردو .

10محاسبة من دبر إغتيال ضيوف تونس في نزل بسوسة .

11محاسبة من قتل كاهنة حسين وإعادة فتح القضية من جديد فلا يجد على عاقل أن فتاة مناضلة تقتل بتلك الطريقه وهي من كانت قبل الحادثة بساعات تناضل بساحة الاعتصام .

12 محاسبة من أمر بإطلاق الرش على أهالي سليانه .

13 محاسبة من إغتال أكثر من 450 عون أمن في عشر سنوات سوداء .

14 محاسبة من دبر وخطط ومول ونفذ و من تخاذل ومن عطل الملفات والقضايا .

15- محاسبة كل من بيض الأموال وسهل دخولها .

16- حل كل الأحزاب والجمعيات المورطه في هذه الجرائم وفي تبييض الإرهاب وتبييض الأموال والتي تدعوا للعنف والصدام والقتال وتستعمل خطاب عنف و تحريض ضد الدولة ومؤسساتها وتستعمل الدين لبث الفتن وزعزعة الإستقرار .

نفوضك يا سيادة رئيس الجمهورية لتحمل مسؤوليتك التاريخية للمحاسبة كما تحملتها يوم 25 جويلية بكل شجاعة وحكمة واسقطت ما في ايديهم لدفع الخطر الداهم وحللت مجلسهم والغيت دستورهم فإننا اليوم ندعوك الي قطع الطريق أمام عودتهم حيث قرر الشعب انه لا عودة الى الوراء وانهم اذا عادوا عدنا إلى ساحات الوطن وهذه المرة ستكون عودة لقبر كل أمل لديهم في إرتهان تونس من جديد ووضعها في أسر تنظيم يتخابر ويغتال ويقتل، افلس الدولة وفقر الشعب وفكك المؤسسات ولن نعود الي منازلنا اذا خرجنا ضدهم الا بعد محاسبتهم .

نفوضك بصفتك رئيسا للجمهورية عاهد الشعب ان ينتصر له ونعلمك انه لا حوار مع من رفع السلاح في وجه أبناء وطنه، لا حوار مع كل من ثبت فساده وتورط في نهب المال العام وتبييض الأموال .

الحوار فقط مع الكفاءات التونسية بعيدا على كل التصنيفات الايديلوجية وكل المعارك الجانبية معركة الشعب إقتصادية إجتماعية نريد أن تلعب الدولة دورها الإجتماعي وأن نؤسس للمجتمع القانون بقضاء عادل ناجز ومؤسسات هدفها خدمة المواطن وقوانين تنهض به، دولة ديمقراطية إجتماعية تحافظ على مكتسباتها وتعززها ، هدفها عدالة إجتماعية وجبائية ومواطن حر يعيش بكرامة .