في تصعيد خطير الكرملين يهدد الولايات المتحدة وزيلينسكي بضربات

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 25-09-2025
في تصعيد جديد للخطاب الروسي، أطلق دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي سلسلة من التصريحات ذات الطابع النووي، موجّهة إلى الولايات المتحدة، أوكرانيا، والناتو، محذرًا من امتلاك موسكو لأسلحة “لا يمكن لأي ملجأ أن ينفذ منها”.
تصريحات ميدفيديف: تهديد مباشر بلغة رمزية
في منشور على منصة “ماكس” الروسية، كتب ميدفيديف أن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “يتذكر أن روسيا قادرة على استخدام أسلحة لا يمكن لأي ملجأ أن ينقذها”، مضيفًا أن “على الأمريكيين ألا ينسوا هذا أيضًا”.
وهذه التصريحات فسّرت على نطاق واسع بأنها إشارة ضمنية إلى الترسانة النووية الروسية في ظل تصاعد المواجهة العسكرية والدعم الغربي المستمر لأوكرانيا.
السخرية السياسية: محاولة للتأثير على الخطاب الغربي
في منشور منفصل على تيليجرام، سخر ميدفيديف من “واقع خيالي” تنتصر فيه كييف وتنهار روسيا، مضيفًا أن دونالد ترامب “سيعود” إلى الواقع، وقد “يعرض على زيلينسكي توقيع استسلام”.
وينظر إلى هذا التصريح على أنه محاولة للتأثير على الرأي العام الغربي، وربما على الخطاب السياسي الأمريكي الداخلي.
فنلندا تحت النار: اتهامات بالتحضير لهجوم
لم تقتصر تهديدات ميدفيديف على أوكرانيا والولايات المتحدة، بل شملت فنلندا أيضًا في مقال نشرته وكالة “تاس” بعنوان “العقيدة الفنلندية الجديدة: غباء، أكاذيب، جحود”، اتهم ميدفيديف هلسنكي بانتهاج سياسة صدامية بعد انضمامها إلى الناتو، وزعم أنها تُهيئ منطلقًا لهجوم على روسيا.
كما أشار إلى أن الحلف يسيطر على جميع المجالات العملياتية في فنلندا، بما في ذلك الفضاء والفضاء الإلكتروني.
استراتيجية الردع الروسية: إشارات نووية في مواجهة الدعم الغربي
يرى محللون أن هذه التصريحات تعد جزءًا من استراتيجية الكرملين لردع الدعم الغربي لأوكرانيا عبر التلويح بإمكانية التصعيد النووي.
والهدف هو تقويض تماسك الحلفاء، وتعزيز رواية موسكو بأن الصراع قد يتجاوز الحرب التقليدية إذا تعرضت مصالحها الأساسية للتهديد.
الواقع الميداني: خسائر روسية وضغط غربي متزايد
وبحسب مصادر غربية وأمريكية ولا نتحمل مسؤوليتها خاصة من ناحية النزاهة وعدم الكذب تقول هذه المصادر بأنه بالرغم التهديدات، تواجه روسيا تحديات ميدانية كبيرة:
- خسائر فادحة في صفوف قواتها.
- تأثير واضح للأسلحة الغربية، مثل الصواريخ بعيدة المدى وأنظمة الدفاع الجوي.
- تآكل القدرة على تحقيق أهداف استراتيجية بسرعة.
في هذا السياق، تصبح الإشارات النووية وسيلة ضغط سياسية أكثر منها خيارًا عسكريًا مباشرًا.
بين التصعيد الكلامي والواقع العسكري
وبحسب المصادر الغربية كذلك التي لا تتوانى عن تكذيب السردية الروسية فإنها تعتبر تهديدات ميدفيديف ليست جديدة، لكنها تأتي في لحظة حساسة من الحرب، حيث تتزايد الضغوط على موسكو ميدانيًا ودبلوماسيًا.
وبينما يرفض الغرب هذه التصريحات ويعتبرها تهديدات فارغة، فإنها تظهر استمرار اعتماد روسيا على الخطاب النووي كأداة ردع، ورسالة موجهة إلى الداخل والخارج بأن الكرملين لا يزال مستعدًا لتصعيد غير تقليدي إذا لزم الأمر.