فرنسا: ليبيا قاعدة أردوغان للتمدد في شمال إفريقيا بمساعدة”الإخوان”
شددت الحكومة الفرنسية لهجتها ضدّ التدخل التركي في ليبيا، في حين صعّدت الصحافة الفرنسية من هجومها على سياسة أنقرة التوسعية والعدوانية في منطقة المتوسط، داعية إلى موقف أوروبي موحد، ومحذرة من التمركز التركي والإخواني في شمال إفريقيا على مقربة من دول الإتحاد الأوروبي.
وتساءلت مجلة (لوبوان) في تحقيق مُطوّل “هل أصبح البحر الأبيض المتوسط مياهاً تركية؟” وقالت: إن الوقت قد حان كي يضع الفرنسيون والألمان والإيطاليون مشاكلهم جانبا ويشكلوا جبهة واحدة للحدّ من التوسع التركي في ليبيا، مشيرة إلى زج أردوغان بالطائرات من دون طيار التركية والميليشيات السورية التي جندها والتي قدّمت خدمة كبيرة للميليشيات التابعة لطرابلس.
وترى المجلة أنّ الرئيس التركي سوف يستغل تدخله في ليبيا للبقاء لأطول مدة ممكنة فيها ومن ثم التمركز في شمال إفريقيا بمساعدة من جماعة”الإخوان المسلمين”.
وتُضيف المجلة أنّ الأتراك ومن قبلهم الروس استغلوا الصراع الليبي لفرض وجودهم في البحر المتوسط بسبب عدم اهتمام الأميركيين وأيضا بسبب الخلافات الداخلية بين دول الإتحاد الأوروبي.
وشهدت العلاقات التركية – الفرنسية توتراً كبيراً في الأعوام الأخيرة، حيث بدأت باريس بالإستغناء التدريجي عن توظيف الأئمة الأتراك في مساجد فرنسا منعا لتغلغل أكبر للإسلام السياسي ولفكر”الإخوان المسلمين” في المجتمع الفرنسي، بالإضافة إلى الرفض الفرنسي القاطع لافتتاح مدارس تركية دينية في بعض المدن الفرنسية.
من جهتها، اهتمت صحيفة (لو فيغارو) بتحذير الحكومة اليونانية أوروبا من الإستفزازات التركية، حيث قال نيكوس دندياس وزير الخارجية اليوناني: إنّ تركيا كثفت بشكل خطير استفزازاتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، فهي لا تتوقف عن انتهاكات المجال الجوي والمياه الإقليمية، تحليقٌ لطائراتها المقاتلة فوق الجزر اليونانية المأهولة وفوق المناطق اليونانية الحدودية في أفرُس، وإلى ذلك عمليات الحفر في المنطقة الإقتصادية الخاصة وفي المياه الإقليمية القبرصية.
وتحدثت الصحيفة عن التعاون الوثيق بين اليونان وفرنسا على الصعيدين الثنائي وداخل الاتحاد الأوروبي، وبالإعلان المشترك الذي وقعه البلدان مع قبرص ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الذي أدان المناورات التركية.
وفي مقال آخر، وصفت (لو فيغارو) أردوغان، بـِ “سلطان ليبيا” مُشيرة إلى أنّه وضع ثقل بلاده من أجل دعم التيار الإخواني في ليبيا، حتى أصبح في وضع يُتيح له تقرير سياسة هذا البلد واستنزاف ثرواته، وذلك في سياق التوتر الجيوسياسي وسباق الموارد الهيدروكربونية في منطقة شرق المتوسط.
وصعّدت باريس موقفها مؤخراً تجاه التدخلات التركية في ليبيا، واصفة إيّاها بـِ “غير المقبولة” ومؤكدةً أنّ “فرنسا لا يمكنها السماح بذلك”.
وقالت فرنسا، التي تكثف منذ أشهر انتقاداتها للأطماع الإقليمية التركية، إنها لاحظت “سياسة أكثر عدوانية وتصلباً من قبل تركيا مع نشر سبع سفن قبالة ليبيا وانتهاك الحظر المفروض على التسليح”.
وبشكل عام، لا تتوقف الصحافة الفرنسية عن مُهاجمة أردوغان، الذي خصّصت له مجلة (لو بوان) العام الماضي تحقيقاً شاملاً وموسعاً ضمّ العديد من المقالات والدراسات التحليلية، وزيّنت المجلة حينها العدد بصورة كبيرة للرئيس التركي شغلت غلافها الأول بالكامل، وعنونته بـِ “الدكتاتور..”، كما وصفته في عدد آخر بـِ “مُبيد الأكراد”.