غوتيريش يعرب عن خشيته من تداعيات تكرار السيناريو الأفغاني في منطقة الساحل
نيويورك-الأمم المتحدة-13-9-2021
أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، عن خشيته من تداعيات تكرار السيناريو الأفغاني في منطقة الساحل.
وقال غوتيريش: “يجب علينا أن نبقي على حوار مع طالبان، حوار نؤكّد فيه مبادئنا بصورة مباشرة، مشددا على أنّ “واجبنا هو أن نتضامن مع شعب يعاني بشدّة، حيث يواجه الملايين خطر الموت جوعًا”، وأكد ضرورة منع حدوث “انهيار اقتصادي” في هذا البلد.
ومن دون التطرق إلى رفع العقوبات الدولية وتحرير الأموال الأفغانية المجمدة عبر العالم، رأى الأمين العام أن بإمكان المجتمع الدولي أن يمنح كابول “وسائل مالية، تسمح بعدم إفلاس البلاد”.
وشدّد على أنّ “هذا الأمر يصبّ في مصلحة المجتمع الدولي، وأنا لا أتحدّث عن رفع العقوبات أو الاعتراف (بحكومة طالبان)، أنا أتحدّث عن إجراءات محدّدة الأهداف”.
وأكّد الأمين العام أنّ الحوار مع الحركة المتطرفة لا بدّ منه “إذا أردنا ألا تكون أفغانستان مركزًا للإرهاب، إذا أردنا ألا تفقد النساء والفتيات كلّ الحقوق التي اكتسبنها خلال الفترة السابقة، إذا أردنا أن تتمكّن الجماعات العرقية المختلفة من أن تشعر بأنّها ممثّلة”.
وردًا على سؤال حول الخشية من تكرار السيناريو الأفغاني في منطقة الساحل قال غوتيريش “أنا أخشى التأثير النفسي والفعلي لما حدث في أفغانستان”. وأضاف: “ثمة خطر حقيقي يمكن لهذه الجماعات الإرهابية (في منطقة الساحل) أن تتحمّس لما حدث (في أفغانستان) وأن تصبح لديها طموحات تتخطّى تلك التي كانت لديها قبل أشهر قليلة”.
وشدّد الأمين العام على أنّ ثمة “شيئًا جديدًا في العالم وهو خطر للغاية”، موضحًا أنّه حتّى وإن لم يكن عددها كبيرًا “فهناك جماعات متعصّبة في عقيدتها، جماعات مستعدّة لفعل أيّ شيء ونرى جيوشًا تنهار أمامها”.
وأضاف: “لقد رأينا ذلك في الموصل بالعراق، وفي مالي خلال أول هجوم باتجاه باماكو، ورأيناه في موزمبيق، هذا الخطر حقيقي ويجب أن نفكّر بجدية في تداعياته ، وفي الطريقة التي يتعيّن على المجتمع الدولي أن ينظّم بها نفسه لمواجهة هذا التهديد”.
وشدّد الأمين العام على “ضرورة تعزيز الآليات الأمنية في منطقة الساحل التي هي نقطة الضعف الأهمّ والتي يجب معالجتها، الأمر لا يتعلّق بمالي أو ببوركينا فاسو أو بالنيجر فحسب، بل لدينا الآن عمليات تسلّل إلى ساحل العاج وغانا”.
وقال غوتيريش: “أخشى اليوم ألا تكون قدرة الاستجابة لدى الأسرة الدولية ودول المنطقة كافية في وجه التهديد”، موضحًا أن “فرنسا ستقلّص وجودها، وهناك أنباء عن عزم تشاد على سحب بعض قواتها من المنطقة الحدودية للدول الثلاث: بوركينا والنيجر ومالي”.
وأضاف: “لهذا السبب أنا أقاتل من أجل أن تكون هناك قوة إفريقية لمكافحة الإرهاب، لديها من مجلس الأمن الدولي تفويض بموجب الفصل السابع (يجيز استخدام القوة) وتمويل خاص بها يضمن استجابة على مستوى التهديد”.
/