غوتيريش في قمة المناخ: لن أقف شاهدا صامتا على جريمة تدمير حاضر العالم ومستقبل الأجيال
مشهد واسع لقاعة الجمعية العامة اليوم الاثنين 23 سبتمبر/أيلول، خلال افتتاح قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي التي يشهدها حضور رفيع المستوى من كافة أنحاء العالم.
الطبيعة غاضبة ونحن نخدع أنفسنا.. تحذير أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمام حضور رفيع المستوى من زعماء العالم، وممثلي قطاعات واسعة من المشاركين في قمة العمل المناخي في مقر الأمم المتحدة أمس الإثنين، حيث قال إنه لن يقف شاهدا صامتا على جريمة تدمير حاضر العالم وحق الأجيال القادمة في مستقبل مستدام.
وتهدف القمة التي جرت فعالياتها أمس الإثنين في نيويورك إلى الدفع بوتيرة تقدم الحكومات والمجتمعات نحو أجندة العمل المناخي، كما أعلنها الأمين العام. وقال الأمين العام أمام الاجتماع : “علينا النظر فقط للأشهر القليلة الماضية لنرى تأثيرات تغير المناخ عن قرب.. شهر يوليو الماضي كان الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، والشهور من يونيو إلى أغسطس كانت أكثر شهور الصيف حرارة في نصف الكرة الشمالي” في حين شهد نصف الكرة الجنوبي “الشتاء الثاني الأكثر سخونة على الإطلاق” في مستويات الحرارة.
وذكَّر غوتيرش بأن “السنوات الخمس الأخيرة (من 2015 إلى 2019) كانت الأكثر سخونة على الإطلاق” منذ بداية تسجيل درجات الحرارة العالمية.
وأضاف الأمين العام في كلمته أن درجات الإحترار غير المسبوقة التي يشهدها الكوكب ينبغي أن تمثل “صرخة تقشعر لها الأبدان” لتدعو العالم إلى التوقف والتفكير.
وأوضح غوتيريش أنه “ما لم نقم بتغيير أساليب حياتنا بشكل عاجل، فإننا نعرض الحياة للخطر”، مذكرا بما تشهده “مستويات البحار من ارتفاع وذوبان الأنهار الجليدية وتآكل الشعاب المرجانية وانتشار ظواهر الجفاف وحرائق الغابات وتوسع الصحاري وتناقص فرص الوصول إلى المياه”، وغيرها من التحديات.
وأقر الأمين العام للأمم المتحدة بأن جيله قد فشل حتى الآن في تحمل مسؤوليته عن حماية الكوكب
وهذا “ما يجب أن يتغير” ،مشيرا إلى أن حالة الطوارئ المناخية الراهنة هي سباق لم يكسبه العالم بعد، “ولكنه سباق يمكننا الفوز فيه“. وتحدث عن البدائل التكنولوجية (التي يمكنها أن تحل محل أكثر من 70% من مستوى الإنبعاثات اليوم) وهي التي قد صارت “متاحة الآن بسهولة أكبر“.
مع ذلك، أعرب الأمين العام عن نظرة متفائلة بما يشهده العالم من حراك بخطوات ملموسة نحو العمل المناخي، ومع تحرك العديد من البلدان والمناطق والمدن والقطاعات الرئيسية حول العالم لتحقيق تقدم في هذا الصدد.
وأضاف: “هذه ليست قمة التحدث عن المناخ، لقد قدمنا ما يكفي من الكلام، وهذه ليست قمة تفاوض بشأن المناخ، لأننا لا نتفاوض مع الطبيعة.. هذه قمة العمل من أجل المناخ.