غزة تواجه مخططات التهجير بحشود العودة وتصعيد المواقف الإقليمية
قسم الأخبار الدولية 28/01/2025
تدفقت موجات بشرية من أهالي غزة العائدين إلى شمال القطاع، في مشهد يعكس رفضاً قاطعاً لمقترحات التهجير التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي شملت نقل سكان القطاع إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر. المشاهد المليئة بالهتافات والزغاريد والتكبيرات جسدت إصرار الفلسطينيين على استعادة حياتهم رغم التهجير القسري الذي تعرضوا له جراء الحرب الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً.
أكد العائدون، خلال حديثهم مع وسائل إعلام، تصميمهم على إعادة تعمير أحيائهم المدمرة، واعتبروا أن عودتهم الجماعية تفشل أي مخططات تهدف إلى تهجيرهم، سواء داخل القطاع أو خارجه. المشهد أثار ردود فعل سريعة في إسرائيل، حيث تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة العمليات ضد حركة “حماس”، فيما وصف الوزير السابق إيتمار بن غفير المشاهد بأنها “إهانة” للجهود العسكرية الإسرائيلية، داعياً إلى استئناف الحرب.
على الصعيد الإقليمي، شددت مصر والأردن مجدداً على رفضهما القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وصرح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بأن القاهرة تعتبر التهجير انتهاكاً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فيما أكد نظيره الأردني، أيمن الصفدي، أن الأردن سيواصل التصدي لأي مقترحات من هذا النوع.
هذه التطورات تزامنت مع تصاعد الزخم الشعبي والإقليمي الرافض لخطط التهجير، حيث أظهرت مواقف عربية وأوروبية دعماً قوياً لحقوق الشعب الفلسطيني. وتأتي هذه التحركات في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة، وسط انتقادات حادة للصفقة التي طرحتها الإدارة الأميركية باعتبارها تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية للقطاع على حساب الفلسطينيين.
العودة الجماعية لأهالي غزة تمثل رسالة قوية للعالم، مفادها أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقهم في أرضهم مهما بلغت التحديات. وفي ظل هذه المشاهد، يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الدولية مع هذا التصعيد الشعبي والإقليمي الرافض للتهجير؟