أخبار العالمالشرق الأوسط

عون و”حزب الله” يتقدمان نحو صياغة تفاهمات جديدة تشمل الأمن الوطني وإعادة الإعمار دون التطرق لسلاح المخيمات أو زيارة أورتاغوس

قسم الأخبار الدولية 27/05/2025

دخل اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بوفد من “حزب الله” برئاسة النائب محمد رعد مرحلة سياسية جديدة، عبّر عنها الطرفان بانتقال التواصل من الاتصالات غير المباشرة إلى اللقاءات المباشرة، وسط مناخ إيجابي عمّ الاجتماع الذي تطرق لأربعة ملفات مركزية: وقف الاعتداءات الإسرائيلية، الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة، الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، ووضع آلية لإعادة إعمار المناطق المتضررة جنوباً.

ورغم تصاعد النقاشات في لبنان حول مستقبل السلاح غير الشرعي، لم يُطرح خلال الاجتماع موضوع حصرية السلاح بيد الدولة بشكل مباشر، إلا أن مصادر مطلعة اعتبرت أن هذا الحوار بات ممكناً انطلاقه متى تجاوبت إسرائيل مع الضغوط الدولية لوقف النار الشامل، تمهيداً لتطبيق القرار 1701. وتشير هذه المصادر إلى أن الحزب مستعد لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية ضمن سياسة الأمن الوطني في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي.

اللافت أن ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات لم يُطرح خلال الاجتماع، بخلاف ما أشيع، كما لم تناقَش زيارة نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي، مورغان أورتاغوس، المرتقبة إلى بيروت. في المقابل، جرى التوقف عند تصريح رئيس الحكومة نواف سلام حول انتهاء “زمن تصدير الثورة الإيرانية”، حيث جاء تعليق رعد حازماً برفض استدراج الحزب إلى سجالات علنية، مؤكداً تفضيله النقاش الهادئ داخل الغرف المغلقة، في ظل جهود رئيس البرلمان نبيه بري للحؤول دون تصعيد الخلاف.

وبشأن إعادة الإعمار، ناقش الجانبان آليات التحرك الحكومي، حيث أبلغ عون الوفد بأنه تلقى وعوداً بدعم دولي للمساهمة في الإعمار، مشيراً إلى مساعٍ لعقد مؤتمر عربي ودولي لهذا الغرض. وقد توافق الطرفان على تكليف مجلس الجنوب بمسح أضرار الجنوب والبقاع الغربي، في حين تتولى الهيئة العليا للإغاثة المناطق المتضررة في بيروت وجبل لبنان والبقاع الأوسط والشمالي. ورغم التعقيدات المرتبطة بالتمويل، أكد الحزب، بحسب مصادره، أنه بدأ فعلياً في تأمين الإيواء ودعم ترميم المنازل المتضررة.

وختم الاجتماع بإشادة من قبل الحزب بمواقف عون في جولاته الدولية ولقاءاته مع الموفدين الأجانب، خصوصاً ما يتعلق بالتشديد على الانسحاب الإسرائيلي الكامل، والدعوة إلى إصلاحات داخلية، والتزام الحوار كأساس لحل الأزمات اللبنانية، بعيداً عن منطق التصعيد أو الصدام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق