اثيوبيا:عودة الصراعات العرقية ونذر الحرب
أديس أبابا-إثيوبيا-06-11-2020
تعيش إثيوبيا على وقع مشاكل داخلية عديدة لا يكاد يخفت أحدها حتى تبرز توترات أخرى سياسة وإثنبة على غرار ما يحدث حاليا من نذر حرب أهلية بين الجيش الإثيوبي ضد متمردين في إقليم تيغراي شمالي البلاد، وهي ما جعل البلاد تواجه مصير عدد كبير من الدول التي انقسمت بفعل الحرب.
وكانت”جبهة تحرير شعب تيغراي” قد هيمنت على التحالف الذي أطاح بالنظام العسكري الماركسي الذي تزعمه منغستو هيلا مريم عام 1991.
وتتهم الجبهة آبي أحمد، المنتمي إلى إثنية أورومو، بأنه همش تدريجيا أقلية تيغراي ضمن التحالف الحاكم الذي انسحبت منه وانتقلت إلى صفوف المعارضة.
وتصاعد التوتر منذ نظمت الجبهة انتخابات إقليمية في أغسطس الماضي وفازت فيها بجميع المقاعد، في مخالفة لقرار الحكومة الفيدرالية تأجيل كل الإنتخابات في البلاد بسبب وباء كورونا.
ورفضت الجبهة تمديد ولاية جميع الهيئات التي توشك على الإنتهاء، بما فيها ولاية مجلس النواب ورئيس الحكومة، ومنذ ذلك الحين صارت سلطات الإقليم وحكومة آبي أحمد تعتبر الأخرى غير شرعية.
وأعلن الجيش الإثيوبي، أنه أجبر على خوض “حرب غير متوقعة وبلا هدف” ضد متمردين في إقليم تيغراي شمالي البلاد، حيث أطلقت أديس أبابا عملية عسكرية الأربعاء الماضي.
وأكد إقليم تيغراي أن طائرات مقاتلة قصفت مواقع حول عاصمته ميكيلي، لـ “إجبار الإقليم على الخضوع”.
وصرح رئيس إقليم تيغراي،ديبريتسيون غيبري مايكل، للصحفيين: “نحن في موقف دفاع عن أنفسنا من أعداء شنوا حربا على إقليم تيغراي.. نحن مستعدون لنكون شهداء”.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد،اليوم الجمعة، في تغريدة على حسابه في تويتر، أن “العمليات العسكرية في الشمال لها أهداف واضحة ومحدودة ويمكن تحقيقها لاستعادة سيادة القانون والنظام الدستوري، وحماية حقوق الإثيوبيين في أن يعيشوا حياة سلمية أينما كانوا في البلاد”.
يذكر أن إثيوبيا شهدت أحداث عنف ومحاولات انقلابية متتالية منذ وصول آبي أحمد إلى السلطة،وكانت
المحاولة الأولى في 23 يونيو 2018، عندما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بعد شهرين فقط من توليه السلطة،
أما المحاولة الإنقلابية الثانية فتمثلت في اقتحام مجموعة من أفراد القوات الخاصة بالجيش مقر رئاسة الوزراء في العاشر من أكتوبر2018، وصفها حينها آبي أحمد بأنها كانت محاولة لتصفيته، واستهدفت إجهاض التغيير الذي تشهده البلاد.
كما شهدت عاشت إثيوبيا وضعا خطيرا تمثل في أحداث إقليم أمهرة، ثاني أكبر منطقة إثيوبية من حيث عدد السكان، في 22 يونيو 2019، حيث قامت مجموعة مسلحة باقتحام مكتب رئيس ولاية أمهرة، بينما اقتحمت مجموعة أخرى مكتب مستشاره، وأعلنت الجهات الرسمية عن مقتل رئيس الأركان الإثيوبي سيري ميكونين،في أديس أبابا على يد حارسه الشخصي، وهي عملية جاءت بعيدة عن مكان الإنقلاب إلا أنها تزامنت معه وهو ما فسره مسؤولون بأنها ترتبط بالأحداث نظرا لأن ميكونين كان يخطط للرد الفوري على محاولة الإنقلاب الفاشلة.