أخبار العالمإفريقيا

عودة التوتر إلى طرابلس بعد اشتباكات مسلحة بين «اللواء 444» و«الردع»

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، فجر الجمعة، اشتباكات مسلحة مفاجئة بين قوات «اللواء 444 قتال» التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، وعناصر «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، في منطقة الفرناج شرقي المدينة، قبل أن تتدخل قوة «فض النزاع» للفصل بين الطرفين.

ووفق شهود عيان، فإن الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، أعادت أجواء الخوف إلى العاصمة بعد نحو ثلاثة أشهر من «الهدنة الهشة» التي وُقعت بين القوتين في مايو الماضي. وأكد السكان أن الهدوء عاد تدريجياً إلى المنطقة، لكنه لا يزال «حذراً» وسط توتر شديد.

وتزامن التصعيد مع عودة القيادي الميليشيوي أسامة طليش، المطلوب للنائب العام، على متن طائرة فريق أهلي طرابلس من إيطاليا، حيث استقبله عناصر «جهاز الردع» بحفاوة في مطار معيتيقة الدولي. واعتُبر ظهوره العلني الأول منذ مقتل عبد الغني الككلي، القائد السابق لجهاز «دعم الاستقرار»، تحدياً واضحاً لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، خاصة أن طليش كان أحد أبرز معاوني الككلي.

ومنذ مايو، تنتشر سبع كتائب وألوية مسلحة في وسط العاصمة، لتأمين نقاط التماس بين القوات المتنازعة، ضمن خطة أمنية مشتركة تشرف عليها وزارة الداخلية. وأكدت الوزارة أنها تواصل تسيير الدوريات وتعزيز التمركز الأمني في ميدان الشهداء والمواقع الحيوية، في محاولة لاحتواء أي انفجار أمني جديد.

سياسياً، جدد الدبيبة الأسبوع الماضي تعهده بإنهاء نفوذ الميليشيات في البلاد، مؤكداً أن «زمن المجموعات المسلحة قد ولى»، وداعياً إلى بناء دولة يحكمها القانون. كما اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في تونس، بحضور الممثلة الخاصة للأمم المتحدة هانا تيتيه، لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، مع التأكيد على أن التقدم السياسي شرط أساسي لاستدامة المسار الأمني.

ويرى مراقبون أن عودة طليش في هذا التوقيت، وبحماية «الردع»، قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة النفوذ داخل طرابلس، ما يهدد باندلاع جولات جديدة من المواجهات إذا لم تُعالج أسباب الصراع جذرياً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق