عباس عراقجي يسخر من خطة ترمب ويقترح نقل الإسرائيليين إلى غرينلاند
قسم الأخبار الدولية 28/01/2025
أثار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جدلاً واسعاً بعدما سخر من اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، مقترحاً بالمقابل “إرسال الإسرائيليين إلى غرينلاند”. جاء ذلك خلال مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، حيث وصف عراقجي الفكرة الأميركية بأنها غير واقعية ومجحفة بحق الفلسطينيين، مشدداً على أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من تهجير السكان الأصليين.
وكان الرئيس الأميركي قد طرح، في تصريحات أثارت انتقادات واسعة، فكرة “تطهير” قطاع غزة ونقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، واصفاً غزة بأنها أصبحت “أرضاً مدمرة” بفعل الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة “حماس”. كما ألمح ترمب إلى اهتمام الولايات المتحدة بغرينلاند، مشيراً إلى أهميتها الاستراتيجية لمواجهة النفوذ الروسي والصيني في القطب الشمالي.
عراقجي رد على هذه التصريحات باقتراح نقل الإسرائيليين بدلاً من الفلسطينيين، قائلاً: “إرسال الإسرائيليين إلى غرينلاند سيحقق هدفين؛ إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وضمان أمن غرينلاند”، في إشارة ساخرة إلى رغبة واشنطن في السيطرة على تلك المنطقة.
من جهة أخرى، حذر عراقجي من مغبة أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً أن طهران سترد “بشكل فوري وحاسم” على أي اعتداء. وأضاف: “أي تصعيد عسكري ضد إيران لن يؤدي إلا إلى كارثة شاملة في المنطقة”. واعتبر أن الإدارة الأميركية “ستكون مجنونة” إذا اختارت هذا المسار.
وفي سياق الحديث عن الاتفاق النووي، أوضح عراقجي أن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تتخذ الولايات المتحدة خطوات جدية لإعادة بناء الثقة التي دمرها انسحابها من الاتفاق في 2018. وأكد أن “الوضع الآن أكثر تعقيداً بكثير من السابق، ولن تُستأنف المفاوضات إلا بشروط جديدة تكفل حقوق إيران بالكامل”.
تسلط تصريحات عراقجي الضوء على حالة الجمود المتفاقمة بين إيران والولايات المتحدة، خاصة بعد أن استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم بمستويات أثارت قلق المجتمع الدولي، فيما تصر إيران على أن برنامجها النووي ذو أغراض سلمية بحتة. أما في واشنطن، فقد أشار ترمب إلى تفضيله الحلول الدبلوماسية، لكنه شدد على ضرورة فرض قيود صارمة على النشاط النووي الإيراني لضمان الأمن الإقليمي والدولي.
هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، حيث يبقى مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والملف النووي الإيراني محوراً أساسياً في معادلة الاستقرار الإقليمي.