أخبار العالمإفريقيا

طرابلس تشتعل من جديد وسط اتهامات لحكومة الوحدة بإذكاء الصراع للبقاء في السلطة

قسم الأخبار الدولية 14/05/2025

قُتل ستة أشخاص وأُصيب أكثر من 70 آخرين في اشتباكات مسلحة اندلعت منذ مساء الإثنين واستمرت حتى الأربعاء داخل العاصمة الليبية طرابلس، ما أثار موجة من القلق السياسي والإنساني وسط اتهامات متبادلة بين الأجسام الحاكمة بشأن مسؤولية التصعيد.

وأكد مسؤول الصحة ببلدية طرابلس، محمد عبد الوهاب، في تصريحات لقناة «ليبيا الأحرار» أن الضحايا شملوا خمسة عسكريين ومدنياً واحداً، فيما أشارت تقارير محلية إلى مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، وهو من الشخصيات الأمنية البارزة، ما زاد من توتر الأوضاع وأشعل جولة جديدة من العنف داخل المدينة.

ورغم إعلان وزارة الدفاع في حكومة «الوحدة الوطنية» بدء تنفيذ وقف إطلاق النار ونشر وحدات محايدة في عدد من محاور التماس، فإن حالة الهشاشة الأمنية بدت واضحة، وسط مخاوف من تجدد القتال. وأكد المجلس الرئاسي الليبي في بيان له الوقف الفوري وغير المشروط للاشتباكات، داعياً إلى وقف استخدام السلاح داخل المناطق السكنية والاحتكام إلى الحوار بدلاً من المواجهة.

في المقابل، حمّل مجلس النواب الليبي حكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة المسؤولية الكاملة عن انفجار الوضع في طرابلس، معتبراً أن الحكومة تسعى من خلال هذا التصعيد إلى إفشال جهود توحيد المؤسسات والاستمرار في السلطة رغم سحب الثقة منها. وقال البرلمان في بيان شديد اللهجة إن «الحكومة منزوعة الثقة تجر البلاد إلى اقتتال داخلي، بهدف تعطيل مسار تشكيل حكومة وطنية موحدة تنهي الانقسام القائم».

واعتبر البيان أن اندلاع العنف يأتي في وقت حساس كانت فيه البلاد على مشارف التقدم في المسار السياسي، ما يعزز الشكوك حول نية حكومة الدبيبة في التسليم بنتائج الحوار الليبي – الليبي الجارية بدعم أممي.

وفي محاولة للسيطرة على الوضع الأمني، أعلن الدبيبة أمس الثلاثاء عن إعادة هيكلة وزارة الداخلية، وشمل القرار حل قوة العمليات الخاصة التابعة للوزارة، ونقل جميع أفرادها ومعداتها إلى إدارة الوزارة، في خطوة فُسرت على أنها محاولة لاحتواء التفكك الأمني المتصاعد داخل العاصمة.

وتأتي هذه الأحداث بينما تعاني ليبيا من انسداد سياسي طويل الأمد، وسط صراع بين حكومتين متنافستين وميليشيات مسلحة تتمتع بنفوذ ميداني كبير، ما يجعل أي اشتباك محلي معرضاً للتوسع وتحويل العاصمة إلى ساحة معركة مفتوحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق